ترحيب

اهلا وسهلا بمن يتابع هذه المدونة المتواضعة امل ان يتم الاستفادة منها باي شكل من الاشكال فكل ما اقدمه هنا من مصادر ومراجع موثوقة مثل كتب والرسائل الجامعية والبحوث وايضا لخدمة العلم والباحثين وخاصة اخواننا المبتعثين . امل ان تحوز على رضاكم واستحسانكم

ترحيب

اهلا وسهلا بمن يتابع هذه المدونة المتواضعة امل ان يتم الاستفادة منها باي شكل من الاشكال فكل ما اقدمه هنا من مصادر ومراجع موثوقة مثل كتب والرسائل الجامعية والبحوث وايضا لخدمة العلم والباحثين وخاصة اخواننا المبتعثين . امل ان تحوز على رضاكم واستحسانكم

الخميس، 9 مايو 2013

التعليم المتنقل M-Learning


التعليم المتنقل M-Learning
عرفه فالك بانه هو التعلم الميسر باستخدام الاجهزة المتنقلة
وعرفه روجرز بانه تقديم التعلم في أي وقت وأي مكان باستخدام الاجهزة اللاسلكية الصغيرة والمحمولة باليد .
ويعرف التعليم المتنقل بانه نوع من أنواع التعليم الالكتروني ولكن ما يميزه انه نقال أي انه يعتمد على الاجهزة المتنقلة ولذا سمي بالتعليم المتنقل او الجوال .
العوامل التي ساعدت على استخدام التعليم المتنقل كما يذكرها خميس 2011 وهي :
·        ان التعلم لا يقتصر فقط على حدوثه داخل جدران المدارس وإنما يحدث في أي مكان.
·        ان المتعلم لا يستقر في مكان واحد طول الوقت وإنما يتحرك .
·        ان الناس يقضون تقريباً 50% من وقتهم خارج مدارسهم او منازلهم .
·        ان تقنيات التعليم المتنقل اصبحت منتشرة وتعتبر جزءاً من ثقافة المجتمع .
الفوائد التربوية من استخدام الاجهزة المتنقلة : كما أشار سالم 2006 وحصة الشايع 2009 وخميس 2011م
§        تزيد الدافعية للتعلم .
§        تراعي الفروق الفردية بين المتعلمين .
§        تزيد من مستوى الثقة بالنفس .
§        تتيح التفاعل بين الطلاب بعضهم البعض .
§        تقدم بعض المهمات التفاعلية مثل الاختبارات .
§        تقديم الوسائط المتعددة المصممة خصيصا للأجهزة المتنقلة .
§        امكانية الاستخدام في أي وقت واي مكان .
§        تشجع الطلاب للاكتشاف والتعلم بأنفسهم .
§        تقدم امكانية بث المحاضرات والمناقشات مباشرة الى الطلاب .
§        تساعد على التركيز لفترات طويلة .
خصائص التعلم المتنقل :
§        الاستجابة لحاجات التعلم الملحة .
§        المبادرة الى اكتساب المعرفة .
§        التنقل .
§        الاتصالية .
§        النشاط التعليمي المبني على المواقف .
§        تكامل المحتوى التعليمي .
تجارب بعض الجامعات في تطبيق التعلم المتنقل :
1 . جامعة كنجو غاكوين   Kinjo Gakuinفي اليابان :  طبق فيها مشروع لتعليم الانجليزية في عام 2004 استخدم فيه الرسائل القصيرة لتوصيل الدروس ثلاثة مرات باليوم
2 . جامعة برمنغهام Birmingham  في بريطانيا :   طبق في 2005 لمدة 10 أشهر يهدف الى تزويد الطلاب بالمواد والرسائل المتعلقة بموضوعات التعلم والتقارير.
3 . جامعة بريتوريا Pretoria  جنوب افريقيا : حيث استخدمت الرسائل القصيرة في اولئك الذين لا يمكنهم الحصول على فرص التعلم بسبب الظروف الجغرافية .
4 . الجامعة العربية المفتوحة للبحرين :   بدأت خلال 2008 تضمن المشروع على :
1.     تطوير محتوى تعليمي تفاعلي قابل للتحميل على جهاز هاتف متنقل .
2.    توفير خدمات الرسائل القصيرة لطلب معلومة معينة .
5 . كليات التقنية العليا ابوظبي في الامارات :  طبق في 2009 نموذج التعليم المتنقل يقوم على توظيف تقنيات الهاتف المتنقل من الجيل الثالث ويتيح للطالب التعامل   مع المادة الدراسية مستخدما المزايا التقنية التي تتيحها تلك الهواتف المتنقلة . ويستفيد منه حوالي 16 طالب وطالبة .
 6 . جامعة طيبة  في المدينة المنورة . المملكة العربية السعودية : طبق في 2010 بكلية علوم وهندسة الحاسبات يهدف الى تطوير بيئة التعليم الالكتروني باستخدام تقنية التعلم المتنقل من اجل تحسين البيئة التعليمية .
7. مشروع ليوناردو دافينشي Leonardo da vinci : للاتحاد الاوروبي من التعليم الالكتروني الى التعليم المتنقل حيث يعرض المشروع تصميم بيئة تعلم للتقنيات اللاسلكية ويقدم نماذج لها .
8 . مشروع القوى اليدوية Palm Power Enterprise  : يحاول جعل التعليم المتنقل حقيقة ممكنة حيث يتم تقديم محتوى المقرر باستخدام المساعد الشخصي الرقمي متضمنا الحركة والصوت ذو الجودة العالية كما يسمح للمتعلمين باختبار قدراتهم .
9. مشروع تلينور Telenor Mlearning Wap : مشروع نرويجي اطلق عام 2001م يهدف الى استخدام بعض تطبيقات وحلول واب wap  البسيطة باعتبارها اضافة الى مناهج الدراسة العادية .
10 . مشروع التعليم المتنقل M-Learning project : مشروع اوروبي طبق في بريطانيا وايطاليا والسويد ويهدف الى اكتشاف اثر استخدام الاجهزة المحمولة في التعليم بالنسبة لمن تسربوا من التعليم التقليدي بسبب المشاكل الاجتماعية .
11 . مشروع موبيليرن Mobilearn  : طبق في معهد فكتوريا في جوتنبرغ بالسويد ويهدف الى ايجاد بيئة للإنسان مع الحاسب اعتمادا على الاجهزة المحمولة باليد والتي تشجع وتيسر الاتصال بين الافراد والحصول في نفس الوقت على دعم للنماذج التعليمية من اجل تسهيل التعلم التعاوني .
12 . مشروع بوابة المحمول M-Port  : حاولت جامعة توينتي  Twente 2001 ان تجعل مقرراتها القائمة على الويب متاح الوصول اليها عن طريق الهواتف المحمولة .
13 . مشروع ايسوبيا isopia  : اطلق 2001 حيث يقدم التعليم المتنقل مع توظيف برنامج نظام ادارة التعلم LMS الذي يمتد الى الاجهزة المتنقلة حيث يمكن للمؤسسات والمشروعات ان توفر خدمات لا تنتهي من خبرات التعليم الممتدة والممتزجة تمتد من الفصول الدراسية العادية الى اجهزة الحاسب الشخصي والهواتف المحمولة .
14 . مشروع انسيد نوكيا ايكوس INSEAD/NOKIA/ICUS : حيث كونت هذه الشركات اتحاد اسيوياً من أجل اطلاق التعليم المتنقل وكانت النتيجة الاولى لهذه المسعى هو تطوير وانتاج منهج الكتروني يتم تقديمه عبر أجهزة هواتف نوكيا التي تعتمد على بروتوكول التطبيقات اللاسلكية .
15 . مشروع الحرم الجامعة المحمول The Campus Mobile: هو مشروع لطلاب جامعة برلين في2002 حيث يتم استخدام الهاتف المحمول في ارسال الرسائل القصيرة واستقبالها ويمكن الطلاب من الحصول على معلومات عن الإدارة والمكتبة وهم في أماكنهم.
16 .مشروع التعليم المتنقل Ultra lab: هو مشروع اللجنة الأوروبية للتعليم المتنقل الذي يهدف إلى بيان ومعالجة المشاكل الاجتماعية والتعليمية حيث قام بتطوير نماذج أولية لتقديم وتوفير معلومات ونماذج التعلم من خلال التقنيات المحمولة .
17 . مشروع ايبرايت ibrit  : مشروع لتطوير منتج تأليف يستخدم لوضع كل المحتويات معا في جهاز التعليم المتنقل وقد قامت الشركة الامريكية الدعمة للمشروع بتوفير التدريب على هذه التقنية وذلك بتطوير منهجين دراسيين لأجهزة التعليم المتنقل هما :
1.     مبادئ الاتصالات
2.     منهج الاتصالات
18. مشروع من التعليم الالكتروني  الى التعليم المتنقل : قامت به شركة اريكسون Ericsson  يهدف الى تمكين الطلاب من القراءة والتفاعل مع المحتوى التعليمي بسهولة عبر اجهزة الجوال كما طور المشروع مناهج دراسية للهواتف المحمولة .
19 . مشروع ايبود جامعة ديوك Duke's Ipod : يهدف الى التحقق من الاغراض التربوية لاستخدامات الايبود وتشجيع اعضاء هيئة التدريس على تصميم مناهج تناسب هذه التقنية ويسعى الى توفير فرص الحصول على المواد التعليمية والمراجع واستعراضها ودعم التعاون والبحوث وقد استطاع هذا المشروع من زيادة استخدامات اجهزة الايبود كما ازداد طلب اعضاء هيئة التدريس على هذه الاجهزة .
20 . مشروع مختبر ستانفورد Stanford learning lap : قامت الجامعة بتدريس اللغات باستخدام الهاتف الجوال بالاعتماد على استخدام المحاضرات الحية والتدريس بواسطة الاقمار الصناعية ومؤتمرات الفيديو .
21 . مشروع moop  : قامت مجموعة من الجامعات وهي جامعة هيقن Hagen  وجامعة فيرن Fern  والجامعة الالمانية المفتوحة  germany's open  بتطوير نظام افتراضي جامعي يعتبر اول نظام جامعي الكتروني في المانيا حيث يقدم الخدمات للطلاب عبر الانترنت . وقد اصبح دور المعلم موجها ومتابعا للمتعلمين , فالمعلم يشارك المتعلمين فيما لديه من معلومات وتكمن قيمة هذه المعلومات في الاتصال والتفاعل الحادث بين المتعلمين ومعلميهم او بين المتعلمين وبعضهم البعض .
22 . مشروع الاجهزة المتنقلة من اجل التعلم المتوفر دائماً HDUL  : طبق في جامعة هارفارد غام 2003/2004 م يهدف الى تحديد الاجهزة والبرمجيات المطلوبة لتفعيل التعليم المتنقل في العملية التعليمية وقام فريق المشروع بتحديد معايير لاختيار اجهزة التعليم المتنقلة المناسبة .

المراجع :
1.       فاعلية التعلم المتنقل عبر الرسائل القصيرة في تدريس بعض مفاهيم التعليم الالكتروني وموضوعاته لطالبات دراسات الطفولة .        د. ليلي الجهني جامعة طيبة 1433هـ
2.       فاعلية استخدام برنامج بلاك بورد للتعليم المتنقل في تنمية التفاعل والتحصيل الدراسي لدى طلاب مقرر طرق تدريس الرياضيات في كلية المعلمين بجامعة الملك سعود .   د. خالد الخزيم  1433 هـ
3.       مجلة المعرفة 2012م .

الأربعاء، 1 مايو 2013

التجربة الامريكية والكندية في التعلم الالكتروني


التجربة الامريكية في التعلم الالكتروني


في الولايات المتحدة الامريكية تقدم معظم الجامعات نوعا من التعلم الألكتروني و الأفتراضي المعتمد على تقنية الحاسوب و الأتصالات . و تعمل هذه الجامعات بالأضافة الى مراكز البحوث و الشركات المتخصصه على توظيف كل ماهو جديد في عالم الحاسوب و الاتصالات و الأجهزة الألكترونية لتطوير المواد التعليمية الألكترونية , وتسهيل عملية الوصول اليها و التعامل معها من قبل المتعلم وكذلك توفير وسائل فعالة لتفاعل المتعلم مع المادة التعليمية عبر الأنترنت .


عند الحديث عن التعليم الالكتروني في أمريكا لابد من الحديث عن تجربة جامعة فونكس الأمريكية) www.phoenix.edu) التي تأسست عام 1976 و اعتمدت كجامعة خاصة في عام 1978. وعام 1989 تأسست جامعة فونكس عبر الأنترنت (www.uoponline.com) التي تعتبر أول جامعة خاصة تمنح درجة البكالوريوس في العديد من التخصصات عبر ألإنترنت. وهي اكبر جامعة معتمدة يعمل فيها بحدود 8000 من حملة الدكتوراه و الماجستير من ذوي الخبرة في حقل التعليم بالإضافة إلى أكثر من 9000 مدرب وفني ومشرف و إداري يعملون في أكثر من 170 مركز  تعليمي للجامعة. يتفاعل الدارس مع المادة التعليمية بشكل لا توافقي مثل البريد الالكتروني, و بذلك يتسنى الطريق للدارس أن يختار الوقت المناسب للتعامل مع المادة التعليمية عبر الإنترنت و التفاعل معها بالعمق الذي يحدده، حيث يكون المقرر الدراسي على الانترنت لمده محددة تصل إلى (5-6) أسابيع، وبإمكان الدارس أن يكمل دراسته خلال فتره زمنيه لا تقل عن سنتين ،وتصل الرسوم الدراسية إلى 10 آلاف دولار وتشكل 50% من الرسوم الدراسية في الجامعات التقليدية. ويتم تطوير المناهج التعليمية على ضوء الحاجات الحالية و المستقبلية للصناعة وحقل العمل. حيث حصل أكثر من 171 ألفا من الملتحقين بالجامعة على درجاتهم الجامعية منذ تأسيس الجامعة.


كما تعتبر جامعة جونز (www.aiu.edu) من الجامعات الالكترونية الرائدة في الولايات المتحدة الأمريكية التي اعتمدت من قبل هيئة اللأعتراف الأمريكية (NCAA) عام 1999. وقد اثأر هذا الاعتراف في حينها عاصفة من الاحتجاجات بحجة انه سيؤدي إلى تدهور نوعية التعليم، قام على أثرها ستيفن كرو احد أعضاء لجنة الاعتراف بالدفاع عن قرار الهيئة بالصحف ، وأكد إن الجامعات الالكتروني/ الافتراضية تستحق الاعتراف حيث يمكنها تحقيق مستويات متقدمه من التعليم الجامعي لشرائح المجتمع [ 29].


أما جامعة اتلنتا العالميةwww.aiu.ed ) ) التي تقع في ولاية فرجينيا. تضم الجامعة ثلاث كليات رئيسية هي كليات التجارة و الهندسة و الدراسات الإنسانية و الاجتماعية. تشمل كل كلية منها على عدد من التخصصات ، فمثلا كلية الهندسة تضم الهندسة الميكانيكية و الهندسة المدنية و الهندسة الصناعية و الهندسة الكهربائية و هندسة الحاسوب و البراجيات كذلك تضم الجامعة مكتبة الكترونية تحتوي على أكثر من عشرة ملاين مقالة الكترونية بالإضافة إلى عدد كبير من المقالات المصورة و الأبحاث المقتبسة من حوالي 4000 مجلة الكترونية .  وتفتخر الجامعة بأن لديها أكثر من 100 مستشار وخبير في مختلف العلوم و الفنون يتعاونون مع إدارة الجامعة و الهيئة الأكاديمية فيها بتقديم التوجيه و الإرشاد للدارسين عبر الانترنت. ويتم التسجيل مباشرة على موقع دائرة التسجيل بالجامعة(admission@aiu.Edu) أو يرسل طلب الالتحاق عن طريق الفاكس. وفي حال موافقة اللجنة الأكاديمية  على طلب الالتحاق يقوم الدارس بدفع الرسوم على أساس الدرجة العلمية المطلوبة بغض النظر عن عدد المقررات الدراسية و الساعات المعتمدة اللازمة للحصول على هذه الدرجة العلمية أو تلك , كما يجري عادة بالجامعات المقيمة أو نضام التعليم عن بعد.

وجامعة جون هويكنز(www.jhu.edu) الأمريكية, التي أسسها المصرفي الثري جونز هوبكنز عام 1976, لها خصوصية متميزة حيث تهتم بالتخصصات العلمية و التطبيقية التي تتطلب توفير تطبيقات للمواد التعليمية الالكترونية. تعرض الجامعة عشر تجارب مختلفة في تخصصات علمية وهندسية وإحصائية وهي موضوعة على موقع الجامعة (www.jhu.edu (.بحيث تساعد الطالب على اختيار التجربة و إتباع الإرشادات لتنفيذ الإجراءات الواحدة تلو الأخرى وبالتالي اكتساب الخبرة والمهارات وتشمل التجارب مواضيع هندسية متنوعة منها على سبيل المثال تصميم وتنفي دوائر منطقية, عمليات الحفر لاستخراج النفط وعمليات انتقال الحرارة بالأنابيب, وكذلك تصميم وتنفيذ الجسور.

تتميز هذه التجربة بالعدد الكبير من التدريسيين و المستشارين و المدربين و المشرفين وهذا ما ميزها أيضا بعدد كبير من المتخرجين كما ذكرنا سابقا مما يجعلها موثوقة عند جمهور المتعلمين وأكثر اعتمادية في سوق العمل.

و تواجه هذه التجربة مشكلة المنافسة الكبيرة بين هذه الجامعات و الكليات والسباق على إيجاد آخر التقنيات وأحدثها , و في نفس الوقت فهي تواجه مشكلة قلة عدد الكليات الأدبية لقلة عدد الطالبين فيها في تلك المنطقة وخاصة الطلاب الأجانب القادمين من خارج أمريكا الذين يواجهون مشكلة اللغة وعدم وجود كورسات تقوية أللغلة الانجليزية .

و يرى الباحث في هذه التجربة بأنها جيده جداً وفعالة لان التعليم عن بعد و بالذات التعليم الالكتروني في أمريكا بدأ يتجه نحو الأفضل و التنافس فيه كبير جداً و خصوصا في السنوات الأخيرة.  و لكن هناك الحاجة لتعلم كيفيه التعامل مع هذه التقنيات ألحديثه , وكذلك فهي صعبة لحد ما على الطلاب الوافدين وخاصة العرب  لذلك وجود كورسات خاصة لتقوية اللغة ستكون تطوير لهذه التجربة وكذلك فتح اختصاصات أدبيه وعلمية مصممة بلغات مختلفة لتلبية حاجة الجمهور المهتم بهذه التجربة ...


التجربة الكندية


لم تستطع المساحة الكبيرة التي تتمتع بها كندا كثاني اكبر دولة في العالم إن تقف حائلا أمام التواصل بين المدن و المقاطعات و القرى الكندية بمختلف مستوياتها. واستطاعت تكنولوجيا الحاسوب و الاتصالات التي تتميز بها كندا إن تحقق الأهداف التربوية التي ينشد المسئولون التربويون الكنديون بحصول اكبر عدد ممكن من السكان على حقهم في التعليم ومتابعته لأعلى المراحل الدراسية سواء لسكان  المدن أو القرى . وتعتبر كندا واحده من أهم ثلاث دول في مجال التعليم الجامعي.

إن  النسبة المئوية التي تنفقها كندا على التعليم من الدخل القومي أعلى مما تنفقه أي دولة أخرى, وتعتبر كلفة التعليم في كندا تنافسية , ويتضح ذلك لمقارنه بين بعض الدول المتقدمة في مجال التعليم لكلفة سنة دراسية جامعية شاملة, رسوم الدراسة وتكاليف الأعاشه بالدولار الأمريكي حيث تبلغ في بريـــطانيا : 27400, وفي أمريكا ( حكومي )22600, ( خاص) 32100, أما في استراليا 23250, بينما في كندا 1500فقط.

يعتبر مجلس الدراسات الكندي الجهة المشرفة في كندا عن التعليم عن بعد منذ سنوات حيث يقوم من خلال وسائل الاتصال الحديثة بتقديم هذه الخدمة للمدارس الكندية المختلفة ولطلبة الكليات و الجامعات و المنظمات الثقافية.

وفرضت المساحات الشاسعة التي تتمتع بها كندا استخدام التعليم عن بعد في مختلف المناهج الدراسية من خلال شبكة الاتصال عبر القمر الصناعي. وتساعد هذه الطريقة الحديثة في التغلب على مشكلة عدم وجود متخصصين في بعض المناطق وخصوصا في بعض القرى التي تقع في أقصى الشمال و التي لا زال البعض منها يتحدث بلغة خاصة بعيده عن الإنجليزية أو الفرنسية باعتبارها اللغة الرسمية المعتمدة في كندا .
ومن الجدير بالذكر فأن الجامعات الكندية لها تجارب متميزة في برامج التعلم عن بعد و التعلم الالكتروني.
وحيث  إنها ساهمت في تصميم برمجيات متميزة تمكن معد ومصمم المادة التعليمية من وضعها على الانترنت و التعامل معها بسهولة وكذلك توفير البيئة التعليمية المناسبة للمدارس وللدارس.

ولا يقتصر الأمر على الطلبة إذ يستفيد منها المدرسين كذلك من خلال تقديم عدد من الدورات التدريبية لهم عبر الشبكة و الاعتماد على مبدأ العمل الجماعي الذي يوفر قدرا من التفاعل بين الأطراف المتصلة بالشبكة و التي لا توفر فقط المعلومة وإنما تتيح الفرصة كذلك للتفاعل مع الحضارات و الشعوب الأخرى. ويعتبر التعلم عن بعد دافعا لتعلم اللغات الأخرى حتى يستطيع المتلقي إن يتفاعل مع الآخرين من أعضاء الشبكة ويستفيد مما لديها من خبرات.

تواجه كندا مشكلة المساحة الواسعة للمنطقة وما تقتضيه هذه المساحة من صعوبة في تواجد الخبرات و المصادر التعليمية (المصادر  البشرية و المصادر المادية ) لتغطية جميع أنحاء كندا و مناطقها الشاسعة بالإضافة إلى  وعورة بعض المناطق وسوء أحوالها الجوية مما يصعب تطبيق هذه التجربة أو إرسال التقنية في بعض المدن.

و يرى الباحث إن التعليم عن بعد في كندا تجربة تستحق الوقوف باعتبارها رافد للتعليم يوفر لطالبي العلم سواء داخل أو خارج كندا ما يحتاجونه من معلومات و مواد دراسية وتفاعل مع الآخرين رغم المسافات الشاسعة التي تفصل بين المتعلم والمعلم ولهذا فهي ضرورية لبلد مثل كندا نظرا لما يتمتع به من مساحة شاسعة كما ويرى أيضا بأن من الضروري تقوية وتوفير وسائل الاتصال المتعلقة وخاصة الانترنت و بسرعة عالية وكفاءة عالية  لتحقيق عملية التفاعل و التواصل بين المتعلم والمعلم. 



المرجع ... رسالة ماجستير بعنوان تطوير وتقييم نظام التعليم الالكتروني التفاعلي للمواد الدراسية الهندسية و الحاسوبية  من قبل الطالب حذيفة مازن عبد المجيد

الطلاب يصنعون المناهج بمساعدة المعلمين


الطلاب يصنعون المناهج بمساعدة المعلمين 


في عصر المناهج المعدة من قبل الطلاب ومقاييس الاعتماد الرقمي ,يمكن للمعلمين مساعدة طلابهم على وضع المناهج الخاصة بهم التي يرغبون في الانخراط بدراستها .ويقول أحد الطلاب الذي شارك في وضع المناهج بكلية التربية جامعة تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية : لقد كنا 120 طالبا و 35 أستاذا ,كنا خائفين في البداية وسرعان ماتبدد هذا الخوف وأصبح لدينا ثقة كبيرة في أنفسنا .لقد كانت تجربة رائعة .

تقول مارشا  جراس (Marsha Grace.2010)بجامعة تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية :لقد شاركت على مدى عامين في مشروع شراكة مع مدرسة ابتدائية لتصميم دورات دراسية حول اهتمامات التلاميذ .في  هذا المشروع كان لدى المعلمين المتدربين بالجامعة الفرصة للعمل مع مجموعة مكونة من تلميذين أو ثلاثة على مدى ساعة ونصف  لمدة يوم واحد أسبوعيا .
لقد تخلينا عن أدلة المعلم والتوصيات وأدلة المناهج وقائمة نتائج التعلم المعتمدة من وزارة التربية , وعن عقلية المنتجات الجاهزة لصالح إشراك الطلاب في عملية بسيطة هي "تعلم طيفية التعلم".
إننا نعقد أن تعلم كيفية التعلم أهم بكثير من تعلم ماهية مانتعلمه . واعتقادنا  هذا يتناقض بشكل مباشر مع برامج المناهج الصارمة وبرامج القراءة المنظمة الأخرى التي تتحدد فيها الأفكار والمهارات مسبقا وتتسلسل من قبل جهات خارجية غير المتعلمين .إستخدم التلاميذ –في هذا المشروع- مهارات القراءة والكتابة والتفكير وبناء المعرفة في مجموعات بنائية اجتماعية قائمة على الاعتقادات التعليمية والتعلمية التي تعطي قيمة  عملية للمنتج .
عمل الطلاب في هذا المشروع في مجموعات مكونة من تلميذين أو ثلاثة تلاميذ مع معلم سبق تدربه ليقوم بدور المرشد والمراجع أو المقيم والعضو في المجموعة .يشتمل النشاط النموذجي للمجموعة على التفكير والتقرير فيما تهتم المجموعة بتعلمه ,واذا لم تتمكن المجموعة من التوصل إلى اجماع حول موضوع من الموضوعات يتم اختيار موضوعات فردية .فبالنسبة لتلاميذ الصف الأول قد يكتمل البحث بالنسبة لهم في جلسة واحدة .
أما بالنسبة للطلاب في الصف الرابع فقد يستغرق التخطيط والقراءة والكتابة والاجابة والمشاركة من جلستين إلى ست جلسات بحيث تستغرق كل جلسة مدة ساعتين .
فمثلا ,لقد رغبت احدى المجموعات من تلاميذ الصف الأول دراسة الخفافيش ,ومعلومات عن الخفافيش من دائرة المعارف  
ونموذج لخفاش اضافة إلى عدد من مواقع الويب المهتمة بالموضوع , وقد قامت المجموعة على مدى ثلاث جلسات بالقراءة والاستماع والحديث والرسم  واكتساب المعلومات عن الخفافيش والتشارك  مع تلاميذ  من مدارس أخرى لهما نفس الإهتمام  بالموضوع , وقد توصلوا إلى أن الخفافيش لاتمتص الدم من الأجسام التي تتطفل عليها .إلا أن هناك نوعا واحدا من الخفافيش يقوم بعمل ثقب في الحيوان ويلعق الدم النازف من الجرح .وعندما علموا هذه المعلومة غابت عنهم الدهشة حول الخفاش المصاص للدماء .
مجموعة أخرى من تلاميذ الصف الثاني رغبوا في دراسة العينين ,فقام المعلم بتوفير بعض الكتب عن العينين وعيني بقرة حقيقية من مجزر قريب ,ومواقع ويب عن العينين وإتاحة فرص التشارك مع أقرانهم في  مدارس أخرى حيث اقترح أحدهم بضرورة القيام بتشريح العينين ووزنهما , وقاموا بإزالة العدستين والنظر من خلالهما .هذه المجموعة المكونة من ثلاث تلاميذ تحولت سريعا إلى مجموعة مكونة من 25 تلميذا ,انتظر كل واحد منهم بفارغ الصبر دوره في المشاركة ,
وهذه الأمثلة عبارة عن تجارب تعليمية ممتازة لأن الطلاب هم انفسهم الذين اتخذوا القرارات  المهمة جول ماهية مايدرسونه وكيف يدرسونه وكيف يعرضون على الاخرين ماسبق ان تعلموه .لم يشاركوا في منهج يركز على الطلاب فقط بل شاركوا في منهج وضعه الطلاب .
لقد قام هؤلاء المتعلمون بكل  مايقوم  به المعلمون الجيدون ,فقد عرضوا الخيارات والمواد والتوجيه والمشاركة .كما قاموا بوضع النماذج وبينوا التوجيه والمشاركة .كما قاموا بوضع النماذج وبينوا عمليا كيف يبدو حب الاطلاع
ومالذي يفعله الذهن المحب للاطلاع  عندما يبحث عن المعرفة وكيف يأتي الرضا من حب الاطلاع الفكري والأكاديمي ,كما بينوا كيف يفكرون في العالم عن طريق العلوم والتاريخ والجغرافيا والرياضيا والفن والأدب وتعلم القراءة والكتابة وبينوا ايضا أن المعرفة مترابطة ومتاحة من أكثر من منظور ومن أكثر من مصدر .

إن التعليم والتعلم  البنائي الاجتماعي غير ثابت ومفتوح على التغيرات في نتيجة ماتم تعلمه ,ويعتمد أكثر على مرجعية المعلم وليس على مرجعية الجهات العليا بوزراة التربية والتعليم  ,كما أنه يتطلب أن يكون المربون الذين يعلمون المنهاج الموضوعة من قبل الطلاب ناضجين ومتمرسين وواثقين وغزيري المعلومات والمتعلمون طوال حياتهم.
ان التعلم البنائي الاجتماعي مستمر ومستقل عن الثواب والعقاب ولايخضع لما تثبطه الاختبارات ,على عكس النظرة التقليدية في المقابل حيث إن التعلم يعتمد على الجهد ويعتمد على الثواب والعقاب وسهل النسيان ويضمن فعاليته بالاختبارات ويعتمد على الاستظهار .

عشرة اعتبارات رئيسية عند إعداد الطلاب لمناهجهم :
إن توفير الفرص للطلاب لإعداد المناهج الخاصة بهم تنطوي على المخاطرة وتتطلب الشجاعة ,ويجب أن يفهم المعلمون الفرق العميق بين النظرة البنلئية الاجتماعية للتعلم والنظرة التقليدية للتعلم .
إنهم  يحتاجون إلى النظر في عشرة اختبارات من أجل تنسيق الفصل البنائي الاجتماعي الناجح الذي يقوم فيه الطلاب بوضع المناهج الخاصة بهم في برنامج خاص :
1_دعم الكبار والبدء بالصغير : إن المعلمين الذين يستخدمون طلابهم كمصدر معلومات للمنهاج يجب أن يكونوا قد حصلوا على تأييد ودعم الإداريين وأولياء الأمور .ويجب على المعلمين اطلاع الادارايين  على خططهم وتقدمهم  وتواصلهم مع أولياء الأمور في منازل مفتوحة ورسائل اخبارية وحوارات .إن أهم مايتم مشاركته مع جميع المهتمين بالعملية التعليمية هو الطالب , مالذي تعلمه الطلاب ومالذي أنتجوه وما خططهم للتعلم المستقبلي .
2_استخدام مصادر المكتبة ومصادر رقمية : يتطلب الأمر لإعداد المنهج في الفصل الدراسي المعاصر كتبا من المكتبة وعناصر غير مطبوعة (اسطوانات مدمجة ) وكذا الوسائط التكنولوجية التشاركية وتكنولوجيات الشبكات الاجتماعية لتزكية روح الجلب والتحري للمعلومة التشاركية .

3_التخلي عن أدلة المنهج والاستعداد لوضع النماذج :
يجب ان يكون المعلمون مستعدين للتعليم بدون مساعدة أدلة المناهج وبدون الاعتماد على قيوده واهدافه  المقررة ان تنفيذ المنهاج المعد من قبل الطلاب يعني الابتعاد بصورة دائمة أو مؤقتة عن اتباع خبراء المناهج  ,كما يجب أن يكون المعلمون قادرين على وضع نماذج عما يفعله المتعلم المحب للاطلاع واستكشاف الموضوعات التي تكون موضع اهتمام من وجهات نظر مختلفة وطرح الأسئلة وربط التعليم الجديد بالقديم والمشاركة في ماتعلمه الطالب .

4_تطوير ادوات التقويم :يجب ان يتم التقويم  عن طريق اداء الطلاب وعروضهم وخبراتهم وتوضيحاتهم ,وعن طريق الكتابة وملفات الانجاز والتقويم الذاتي .فصفحات التمارين في نهاية الوحدة التعليمية وقوائم كلمات التهجية والامتحانات متعددة الخيارات واختبارات الصح  والخطأ لن تكون مفيدة في قياس نمو الطالب في النواحي  الاكاديمية وفي تعلم القراءة والكتابة في منهاج بنائي .

5_السماح بالضجيج : يجب ان يتقبل المعلمون والطلاب فكرة انهم  سيعملون في البيئة فصول دراسية غير هادئة  ذلك ان الطالب بالفصول الدراسية الجديدة سيكون مشغولا ومتفاعلا ومتحركا .

6_حفظ  السجلات : يجب على الطلاب في نهاية كل يوم تسجيل ماعملوا عليه ومايخططون للعمل عليه في اليوم التالي , ويمكن ان تشمل عملية التسجيل في السجلات والكتب المستعملة والمصادر التكنولوجية التي تم الرجوع اليها والافكار التي تركت للتفكير فيها مستقبلا , هذا التسجيل سيسمح للمعلم معرفة مايجري في الفصل بالضبط كما سيظهر أن الوقت الذي قضي  في نشاطات التعلم  البنائي الاجتماعي كان مفيدا ,.

7_لاتخف فإن الروتين سوف يختفي : يجب أن يعطي المعلمون أنفسهم وقتا لتطوير الروتين المتبع حاليا , فجو الإلزام القاهر لن يسمح بالتمتع الكامل بالعملية البنائية الاجتماعية أو الفرصة الكاملة للعملية كي تنجح , ان اعداد المنهج يستغرق وقتا ومثابرة ويتطلب اعتقادا ثابتا بأن العملية يمكن ان تنجح , ومن ثم يجب تكوين نظام مساندة من المعلمين الاخرين الذين يهتمون بالمفهوم البنائي الاجتماعي .

8_كن متعلما : هذا النوع من المناهج يتطلب من الجميع في الفصل أن يكونوا متعلمين , فكن مستعدا لتعلم الموضوعات التي تهم الطلاب , واعلم انه لايمكن أن يكون شخص واحد مهتم بكل موضوع يراه الطلاب مثيرا , ففي بعض الاحيان يجب أن تزرع الحماس وتنتظر حتى تجد المجموعة التالية من الموضوعات طريقها إلى حجرة الدراسة .

9_انقل التوقعات غير المقلقة : ىان بناء المنهج من منظور الطلاب مفيد ومجهد في الوقت نفسه  .ولذلك استبدل الاسئلة الاتي تزرع الثقة بالاسئلة المثيرة للقلق , السؤال المثير للقلق هو ماذا لو لم يكن الطلاب يتعلمون شيئا ؟ أما السؤال الواثق فهو مالدليل المادي المتاح لتوثيق مايتعلمه الطلاب بالفعل ؟

10_اجمع البيانات اسبوعيا : قم ككل اسبوع مثلا بتوثيق مايعمله الطلاب ومايمكن تحسينه . واستعمل الصور والفيديو والملاحظات والخلاصات  المكتوبة والتغذية الراجعة من الطلاب لتقييم التعلم  , واستخدم البيانات لجعل البرنامج اكثر كفاءة ,ثم اشترك  مع الطلاب واولياء امورهم في جمع البيانات , واسمح لخم ان يستخلصوا النتائج بأنفسهم , ان ملكيتهم للموضوع هو العنصر الرئيس للموضوع الناجح الذي يجري انشاؤه .
ان بناء المنهج مع الطلاب عملية نابضة بالحياة يمكن ان تؤدي إلى مستويات عليا من التعلم المستقل وقفزات كبيرة في تحقيق المعرفة الفردية . كما  أن اعطاء الطلاب  الحرية لاستكشاف عالمهم بثقة وبشكل معتاد هو احدى تجارب التعلم المهمة للغاية التي توفرها المدارس الحديثة الآن .
دور المعلم في العصر الرقمي :
تعد شبكة الويب نظام لتبادل الاتصال والمعلومات اعتمادا على الحاسوب حيث يحتوي نظام الشبكة على ملايين الصفحات المترابطة عالميا والتي يمكن من خلالها الحصول على النصوص المكتوبة والمسموعة وأفلام الفيديو والافلام التعليمية وملخصات رسائل الماجستير والدكتوراه والابحاث التعليمية المرتبطة بهذه المعلومات من خلال الصفحات المختارة .

ان الاستخدام الواسع للتكنولوجيات وشبكة الانترنت العالمية أدى إلى تطور مذهل وسريع في العملية التعليمية كما أثر في طريقة أداء المعلم والمتعلم وانجازاتهما في غرفة الصف حيث صنع طريقة جديدة للتعليم الا وهي طريقة التعليم والتعلم الالكتروني التشاركي. والذي يعتبر تعليم جماهيري يقوم على أساس فلسفة تؤكد حق الأفراد في الوصول إلى الفرص التعليمية المتاحة بمعنى انه تعليم مفتوح لجميع الفئات لايتقيد بوقت وفئة من المتعلمين ولايقتصر على مستوى او نوع معين من التعليم فهو يتناسب وطبيعة حاجات المجتمع وافراده وطموحاته وتطور مهنهم ولايعتمد على المواجهة بين المعلم والمتعلم وانما على نقل المعرفة والمهارات التعليمية إلى المتعلم بوسائط تكنولوجيات متطورة ومتنوعة مكتوبة ومسموعة ومرئية تغني عن حضوره داخل غرفة الصف .
وتتطلب هذه الطريقة من المعلم ان يلعب ادوار تختلف عن الدور التقليدي المحصور في كونه محددا للمادة الدراسية شارحا لمعلومات الكتاب المدرسي منتقيا للوسائل التعليمية متخذا للقرارات التربوية وواضعا للاختبار ات التقويمية فاصبح دوره يرتكز على تخطيط العملية التعليمية وتصميمها واعدادها علاوة على كونه مشرفا ومديرا وموجها ومرشدا ومقيما لها .
فالمعلم في هذه الطريقة يحاول ان يساعد الطلاب ليكونوا معتمدين على انفسهم نشطين مبتكرين وصانعي مناقشات ومتعلمين ذاتيين بدل ان يكونوا مستقبلي معلومات فهو بذلك  يحقق النظريات الحديثة في التعليم المعتمدة والمتمركزة على المتعلم ويعمل على تنمية مهارات المعرفة الشخصية للمتعلمين فاللمعلم في العصر الرقمي دور مرتبط باربع مجالات هي :
1 . تصميم التعليم .
2. توظيف التكنولوجيا.
3. تشجيع تشارك الطلاب.
4. تطوير مهارات المعرفة الشخصية .
وخلاصة القول لقد اصبح دور المعلم يركز على اتاحة الفرص للطالب المشاركة في العملية التعليمية والاعتماد على الذات في التعلم والتركيز على اكسابه مهارات البحث الذاتي والتواصل والاتصال واتخاذ القرارات التربوية المتعلقة بتعلمه , لقد اصبح دور المعلم يركز على دمج الطالب بنشاطات تربوية منهجية ولا منهجية متنوعة تؤدي إلى بلورة مواهبة وتفجر طاقاته وتنمي قدراته وتعمل على تكامل شخصيته ككل , دورا يتيح للطالب فرصة التعرف على الوسائل التقنية والاتصالات وكيفية استخدامها في التعلم دورا يساعده على الرجوع إلى مصادر المعرفة الرقمية المختلفة اللازمة باقل وقت وجهد وتكلفة والاكثر من ذلك فقد اصبح دور المعلم يركز على دمج الطالب في العملية التعليمية لايلقنه المعلومات ودور يجعل من الطالب مبتكرا خلاقا قادرا على الانتاج والابداع مؤهلا ومدربا ومزودا بمهارات المعرفة الشخصية قادرا  على استخدام الحاسب والتكنولوجيا  التي هي متطورة بصفة دائمة ذا شخصية قوية منسجمة جسميا وعقليا واجتماعيا ووجدانيا وثقافيا قادرا على مواجهة اعباء الحياة ومجابهة التحديات والوقوف امام تحديات العصر بكل ثقة .



المراجع : تربويات الويب 2 للدكتور ابراهيم الفار

التقويم .. انواعة .. اهدافه .. نماذجه


 التقويم 
مقدمة
يعتبر التقويم من أهم العمليات التي يجب القيام بها باستمرار في العملية التعليمية لضمان سير العملية التعليمية نحو ما رسم لها , لكن مع هذه الأهمية العظمى يوجد خلط كبير بين المختصين في مصطلح التقويم شأنه كشأن الكثير من المصطلحات التربوية فالبعض جعله مرادفاً للقياس والبعض يجعله مكافئاً لتقدير درجة تحقق الأهداف , والبعض يرى انه عملية جمع المعلومات وتجهيزها لتقديمها لصاحب القرار ليتخذ فيها قرار , والبعض يرى أن القويم يعني الحكم على برنامج ما .
وكل رؤية من الرؤى السابقة لها صورة ممارسة فعلية للتقويم فالنظرة إلى التقويم على انه مقارنة الأهداف بالأداء يعكس مساراً للتقويم يبدأ بصياغة الأهداف , ثم قياس أداء الطلاب باستخدام أدوات ملائمة , وعند الرؤية للتقويم على انه تجهيز المعلومات لصاحب القرار ليتخذ فيها قرار فان ذلك يتطلب من المقوم أن يتواجد بالقرب من متخذ القرار وجمعه للمعلومات الكافية عن المحاسن والمساوئ لبدائل القرار , وعندما تكون النظرة للتقويم على انه مرادفاً للحكم المهني فان قيمة البرنامج يتم تقديرها من قبل مجموعة من الخبراء يقومون بفحصه . وهكذا يتضح أن النظرة للتقويم تنعكس مباشرة على الكيفية التي تتم بها عملية التقويم .
والتقويم سيتم تناوله بهذه الدراسة من خلال المحاور التالية :
مفهوم التقويم - أهداف التقويم - أهمية التقويم - خصائص التقويم الجيد - أنواع التقويم - أهداف تقويم البرامج التعليمية - أهمية تقويم البرامج التعليمية - نماذج التقويم – تصنيف نماذج التقويم .

 
أ - مفهوم التقويم 
يوجد للتقويم العديد من التعاريف المختلفة وهذا الاختلاف ناجم عن عدة عوامل منها اختلاف التخصص والشخص والفلسفة والجانب المقوم فهذا Popham يعرف التقويم الرسمي أو المنظم ( Formal ) بأنه يتكون من التثمين ( Appraisal ) المنظم لجودة الظاهرة التربوية . ويقصد بالتثمين هنا تحديد المنفعة للظاهرة المقومة أي القيام بجمع المعلومات واستخدامها في الوصول إلى أحكام عن الجودة .( الدوسري , 2000م , 34 )
أما Alkin   فيعرف التقويم بأنه التحديد الرسمي Formal determination للجودة أو الفاعلية أو القيمة لبرنامج أو منهج أو مشروع أو منتج أو عملة أو هدف من خلال : 1- تحديد معايير الجودة . 2- جمع المعلومات ذات العلاقة . 3- تطبيق المعايير ذات العلاقة .                     ( Alkin , 1969 , 5 )
أما كرونباخ فيعرف التقويم بأنه عملية جمع المعلومات واستخدامها في اتخاذ قرار بشان البرنامج التربوي .
كما يعرف الدمرداش  التقويم بأنه " تحديد مدى ما بلغناه في تحقيق الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها , بحيث يكون عوناً لنا على تحديد المشكلات وتشخيص الأخطاء ومعرفة العقبات والمعوقات بقصد تحسين العملية التعليمية ورفع مستواها ومساعدتها على تحقيق أهدافها "                           ( الدمرداش , 1401هـ , 125 ) .
ويعرف إبراهيم التقويم بأنه معرفة القيمة بمعنى تحديد القيمة للشيء أو العمل أو النشاط الذي يقوم به الفرد ( إبراهيم , 1984م , 603 ) .
كما يعرفه الرشيدي بأنه " العملية التي يقوم بها الفرد أو تقوم بها الجماعة لمعرفة مدى النجاح أو الفشل في تحقيق أهداف المنهج وكذلك نقاط القوة والضعف به ؛ حتى يمكن تحقيق الأهداف بأحسن صورة ممكنة ولا تنحصر عملية التقويم في تشخيص الواقع , بل تمتد إلى وضع تصور لعلاج نواحي القصور التي كشفت عنها عملية التشخيص ، إذ لا يكفي أن تحدد أوجه القصور وإنما يجب العمل على تلافيها , والتغلب عليها , للوصول إلى أفضل أداء , وأحسن إنتاج ممكن " .                ( الرشيدي وآخرون , 1999م , 97 ) .
كما يعرف الكلزة مفهوم التقويم بأنه " مجموعة الأحكام التي يوزن بها أي جانب من جوانب التعلم أو التعليم وتحديد نقاط القوة والضعف منه وصولا إلى اقتراح الحلول التي تصحح المسار "       ( الكلزة و إبراهيم , 2000م , 174 ) .
ويعرفه عبد الموجود وآخرون بأنه " عملية جمع وتصنيف وتحليل وتفسير بيانات أو معلومات كمية أو كيفية عن ظاهرة أو موقف واستخدامها في إصدار حكم أو قرار "                             ( عبد الموجود وآخرون , 1977م , 154 ) .
ويعرفه الصائغ وآخرون بأنه " العمليات المختلفة التي تتبع في جمع البيانات وتفسيرها , من اجل تقرير قيمه أو جدوى برنامج ما , للمساعدة في اتخاذ قرار بشأنه من حيث اعتماده أو تطويره أو إلغائه أو اختيار بديل من بين مجموعة البدائل , في ضوء معايير محدده "( الصانع وآخرون , 1401هـ , 2 )
كما عرفه الشافعي وآخرون بأنه " العملية التي يقوم بها الأشخاص المعنيون لمعرفة قيمة المنهج ومدى تحقيقه لأهدافه أو لمعرفة الفرق بين المنهج كما خطط له والمنهج كما نفذ "                      ( الشافعي وآخرون , 1417هـ , 367 ) .
ويرى الدوسري أن التقويم بصفته عملية تقدير قيمه لشيء معين يتطلب القيام بخطوات منهجية لجمع المعلومات عن ظاهرة معينة وتحليلها واستخلاص نتائجها للحكم على قيمتها                      ( الدوسري , 2000م , 34 ) .
كما يعرفه بامشموس بأنه تحديد قيمة الشيء أو العمل أو النشاط بالنسبة لهدف معين          (  بامشموس , 1404هـ , 4 ) .
وذكر كراجه أن التقويم هو " عملية قياسية تشخيصية وقائية علاجية هدفها الكشف عن مواطن الضعف والقوة , بقصد تطوير عمليات التعليم والتعلم بالصورة التي تسهم بتحقيق الأهداف المنشودة " ( كراجه , 1997م , 106 ) .
وتسير باقي التعاريف بنفس النسق فلا تتعدى كونها ترتكز على الآتي :
1. التقويم يركز على الكشف عن تحقق الأهداف .
2. التقويم يبين نقاط القوة والضعف في البرامج والمناهج .
3. التقويم يعالج القصور من خلال تلافي نقاط الضعف وتعزيز نقاط القوة .
4. التقويم يساعد صناعة القرار .
5. التقويم يحدد قيمة الشيء , أو الجدوى , أو الفائدة .
والباحث يرى أن التعريف المناسب لموضوع الدراسة هو تعريف كراجه حيث أن هدف الدراسة الأساسي هو تقويم برنامج الماجستير لمسار طرق تدريس الرياضيات بجامعة الملك سعود حيث وبالتالي فالتقويم عملية قياسية تشخيصية ( حيث تجمع المعلومات وتحديد مواطن القوة والضعف في البرنامج المقوم ) وقائية ( تعني إصدار الحكم على الخطأ ووضع البدائل حتى التنفيذ ) وعلاجية ( تعني وضع الحلول والمقترحات المناسبة للقضاء على مواطن الضعف وتعزيز مواطن القوة ) تهدف إلى الاستفادة من نتائج التقويم بتطوير البرنامج المقوم .

ب - أهداف التقويم 
يرى إبراهيم أن من أهداف التقويم في العملية التعليمية : ( إبراهيم , 1984م , 606-610 )
1. معرفة فهم المتعلم لما درسه من حقائق ومعلومات
2. معرفة مدى نمو قدرة المتعلم على التفكير الناقد الفاحص
3. معرفة مدى نضج المتعلم .
4. معرفة ما تكون لدى المتعلم من اتجاهات وتقدير .
5. الكشف عن حاجات المتعلمين وميولهم وقدراتهم واستعداداتهم .
6. معرفة حالة الصحة العقلية والجسمية عند المتعلم .
7. الربط بين الخطة الموضوعة وأهدافها ونوع العمل الذي يقوم به المتعلم ومقداره .
8. الوقوف على مدى قدرة المتعلم على المواءمة بين نفسه والمواقف الاجتماعية .
9. مساعده القائمين على التعليم للوقوف على مدى نجاح تعليم المتعلمين وتربيتهم .
10. مساعدة المؤسسات التعليمية على معرفه مدى ما حققته من رسالتها التربوية .
11. الوقوف على مدى الاتصال بين أهداف المؤسسة التعليمية وحاجات المتعلمين وحاجات البيئة المحلية .
12. الوقوف على معلومات وبيانات تفيد في تعديل المناهج الدراسية .
13. استخدام التقويم كأداة لتحسين المنهج الدراسي ليزداد تماشياً مع مستوى المتعلمين وطبيعتهم العامة .
وتعتبر هذه الأهداف أهدافاً عامة للتقويم في العملية التعليمية وأما ما يتعلق بالأهداف الخاصة بتقويم البرامج التعليمية فستذكر لاحقاً .
كما يرى الكن أن للتقويم هدف واحد مع تعدد أدواره وهو تحديد المنفعة أو الجدوى لما يتم تقويمه . ( Alkin , 1969 , 11 )

ج - أهمية التقويم
يقوم التقويم عموماً بدور أساسي في العملية التعليمية فيرى فلاته أن أهمية التقويم في المرحلة الابتدائية تكمن فيما يلي : ( فلاته , 1404هـ , 151 )
1. يساعد على تشخيص العملية التربوية في المدرسة الابتدائية بجميع عناصرها تشخيصاً يقوم على أسس علمية مقبولة .
2. يكشف مواطن القوة والضعف في العملية التربوية والتعليمية في المرحلة الابتدائية .
3. تطوير العملية التعليمية في المرحلة الابتدائية لتمكينها من ممارسة دورها التربوي على أتم وجه .
أما الكلزة فيرى أن أهمية التقويم تكمن في : ( الكلزة و إبراهيم , 2000م , 194-195 )
1. تشخيص العقبات والمشكلات وفق الوسائل ثم تقديم الحلول والعلاج المناسب .
2. الربط بين المجالين النظري والعملي التطبيقي للعملية التعليمية .
3. معرفة مدى تحقق الخطة التعليمية للأهداف الخاصة بها في كل مرحلة .
4. وقوف المتعلم على مركزه العلمي ومدى تقدمه التربوي وفاعليته في تحمل المسؤولية .
5. تحسين المنهج الدراسي .
والباحث يرى أن أهمية التقويم تنبع من كونه العملية التي تساعد في معرفة جدوى برنامج أو منهج ما والتي تكشف أوجه القوة والضعف في البرامج والمناهج , فنظراً للتطور السريع في مجالات المعرفة المختلفة وكثرة التغيرات التي تحدث في المجتمع وضرورة الاهتمام بالتربية وضرورة الإصلاحات التربوية أصبح من الضروري مواكبة هذه التغيرات وذلك يتم من خلال تقويم البرامج أو المناهج التعليمية فعلى ضوء نتائج التقويم يتم التعديل أو الإضافة أو الحذف لهذه البرامج أو المناهج لتواكب حاجات وتطلعات المجتمع والعصر الذي نعيش فيه .

د - خصائص التقويم الجيد 
لكي يكون التقويم جيد يجب أن تتوفر فيه بعض الخصائص التي تجعل هذا التقويم يسير بالطريق الصحيح وهذه الخصائص يطلق عليها خصائص التقويم الجيد وهي :
1. أن يكون التقويم هادفاً : أي يستند إلى أهداف محدده وواضحة تتسم بالواقعية وقابليتها للتطبيق فالهدف هو الذي يحدد أسلوب التقويم (حسن , 1991م , 59) .
2. أن يكون التقويم شاملاً : أي يشمل جميع الجوانب ذات الصلة المباشرة وغير المباشرة بمجال التقويم فيتناول العملية التعليمية بجميع مكوناتها وأبعادها (هندي وآخرون, 1989م , 237 ).
3. أن يكون التقويم مستمراً : أي غير مقيد بفترة معينة وينتهي بل يلازم العملية التعليمية من بداية التخطيط لها حتى ظهور نتائجها ( الكلزة وإبراهيم , 2000م , 180 ).
4. أن يكون التقويم مشتركاً : أي يشترك فيه كل المهتمين بشئون التقويم حتى يكون الحكم مبني على أكثر من وجهة نظر ( الكلزة وإبراهيم , 2000م , 180 ).
5. أن يكون التقويم اقتصادياً : أي يوفر الوقت والجهد والمال عند تطبيقه                          ( المطيري والعلي , 1996م , 18 ) .
6. أن يكون التقويم ديمقراطياً : أي يحترم شخصية المتعلم فيشارك في إدراك غاياته ويؤمن بأهميته  (  الدمرداش , 1401هـ , 129 ) .
7. أن يكون التقويم علمياً : أي أن يبنى على أساس علمي صحيح وتكون وسائله تتسم بالصدق والثبات والموضوعية والتمييز ( الرشيدي وآخرون , 1999م , 103 )
8. أن يكون التقويم مرناً وقابل للتنفيذ ( العبيدي والجبوري , 1983م , 309 ) .
9. أن يكون التقويم متنوعاً : أي يستخدم في التقويم العديد من الوسائل والأساليب والأدوات المتعددة ( الدمرداش , 1401هـ , 131 ) .
10. أن يكون التقويم ايجابياً : أي يتعدى التشخيص إلى العلاج فيستفاد من المعلومات التي تجمع عن الظاهرة في وضع حلول لها( العبيدي والجبوري , 1983م , 46 ) .    
وبعد النظر لهذه الخصائص أو الأسس التي يبنى عليها التقويم الجيد نجد أن الدراسة حاولت جاهدة مراعاة ذلك فالتقويم بني على أهداف واضحة ومحددة وشمل على أكثر من جانب ومستمر فقد احتوت العينة على خريجين ودارسين ومشترك بين الباحث وزملاءه الدارسين و الخريجين والجهات التي يعملون بها واقتصادي فلم يكلف إلا القليل من المال وديمقراطي فهو يحترم آراء العينة ويؤمن بها وعلمي فقد بني على أساس علمي بجميع خطواته وقابل للتنفيذ واستخدم فيه أكثر من أداة (الاستبانة والمقابلة ) وايجابي حيث سيتناول بالإضافة إلى وصف الواقع ( واقع برنامج الماجستير ) إلى وضع مقترحات لتحسين البرنامج .

هـ - أنواع التقويم 
هناك العديد من التصنيفات للتقويم تختلف فيما بينهما حسب ما يتناوله كل تقويم وهذه الأنواع المختلفة للتقويم يمكن إجمالها كالتالي :
أولاً : التقويم حسب وقت تطبيقه : ( الصانع , 1406هـ , 33 – 36 ) ( متولي , 1995م , 217 – 220 )
يعتبر وقت التقويم هو العامل الذي يصنف التقويم إلى أربعة أنواع هي :
‌أ- التقويم التمهيدي ( الموائمة ) :
ويقصد به عملية التقويم التي تتم قبل تجريب البرنامج التربوي للحصول على معلومات أساسية حول عناصره المختلفة فيتم التعرف على كل الظروف الداخلة بالبرنامج للحكم على مدى مناسبة الأساليب المتبعة في التقويم لواقع البرنامج المراد تقويمه .
ب- التقويم التطويري ( التتبعي أو البنائي ) :
هو تقويم مستمر يتم أثناء تطبيق البرنامج من اجل تطوير البرنامج فيتعرض للأهداف والعمليات والنتائج ويجب أن يتوفر فيه طابع المرونة ليسمح بالتطوير والتعديل في الأفكار .
ج – التقويم النهائي :
هو التقويم الذي يتم في نهاية البرنامج ويستخدم للحكم على برنامج ككل من اجل اتخاذ قرار فيه للاستمرار فيه أو إيقافه أو تعديله وفقا لمدى قدرة البرنامج على تحقيق أهدافه .
د- تقويم المتابعة ( الصيانة ) :
هو التقويم الذي يتم بالاتصال بجهات عمل الذين طبق عليهم البرنامج لتحديد الآثار المترتبة على البرنامج للحفاظ على فاعلية وكفاءة البرنامج كما كان عند تجريبه .
يمكن تصنيف الدراسة بهذا التقسيم على أنها تقويم نهائي ومتابعة حيث يطبق التقويم في نهاية البرنامج لتشخيص الواقع وللحكم على مستوى البرنامج ككل واقتراح تعديلات على البرنامج عند الحاجة لذلك كذلك تقويم متابعة حيث يتم الاتصال بجهات عمل الخريجين للتأكد من كفاءتهم واستفادتهم من البرنامج .

ثانياً : التقويم حسب تعددية القائمين به ( الرشيدي وآخرون , 1999م , 107 - 110 )
‌أ- تقويم فردي : يقوم به فرد واحد ويتضمن جانبين :
1. تقويم الفرد لغيره : كتقويم المعلم للتلميذ من جميع الجوانب باستخدام وسائل قياس متنوعة وتقويم خبير مناهج لمنهج بناه خبير آخر  .
2. تقويم الفرد لنفسه ( التقويم الذاتي ) : كتقويم التلميذ لنفسه أو المعلم لنفسه أو تقويم خبير مناهج للمنهج الذي بناه بنفسه .
‌ب- تقويم جماعي : ويتضمن ثلاثة جوانب هي :
1. تقويم الجماعة لنفسها ككل : تقوم الجماعة بتقويم نفسها بشكل تعاوني بين أفرادها بعد الانتهاء من الأنشطة المكلفة بالقيام بها .
2. تقويم الجماعة لأفرادها : ينحصر التقويم هنا في تقويم عمل كل فرد ومدى مساهمته في النشاط الذي تقوم فيه الجماعة مثل مدى تنفيذ كل فرد للعمل المكلف به من قبل الجماعة و مدى تعاون الفرد مع الآخرين أثناء تنفيذ العمل .
3. تقويم الجماعة لجماعة أخرى : التقويم هنا يتم من خلال مقارنة الجماعة بجماعه أخرى تقوم بنفس العمل أو بأعمال مشابهه مثل تقويم فريق من الخبراء لمنهج وضعه فريق آخر في التخصص ذاته .
يمكن تصنيف الدراسة بهذا التقسيم على أنها تندرج تحت التقويم الفردي ( تقويم الفرد لغيره ) فالباحث سيقوم برنامج تم بناءه من قبل مختصين في مناهج وطرق تعليم رياضيات بمفرده .

ثالثاً : التقويم حسب الغرض من التقويم ( نبراي , 1999م , 116 – 117 )
‌أ- تقويم تشخيصي : وهو الذي يهتم بتقويم ووصف وتشخيص الوضع الحاضر للموقف بالنسبة للوضع المرغوب فيه .
‌ب- تقويم تكويني : هو التقويم الذي يركز على مدى سرعة تحرك العمليات التربوية والاستراتيجيات التعليمية والأساليب الإدارية والأجزاء المختلفة من المنهج .
‌ج- تقويم نهائي : هو الذي يقيس ويقوم ويصور أحكاماً على الناتج النهائي أو على البرنامج التعليمي من حيث تحديد فاعلية البرنامج الإجمالي .
ويمكن تصنيف الدراسة في هذا التقسيم على أنها تندرج تحت التقويم النهائي فلا يقتصر دور الدراسة على تشخيص واقع برنامج الماجستير لمسار طرق تدريس الرياضيات فقط بل يتعدى ذلك إلى إصدار حكم على فاعلية البرنامج واقتراح بعض الأمور التي ترفع من فاعلية البرنامج وتطوره .



رابعاً : التقويم حسب الشمولية ( متولي , 1995م , 217  )
‌أ- تقويم مكبر : وهو تقويم كلي يتناول مخرجات النظم ككل وعلاقتها بأهداف السياسة العامة للنظام .
‌ب- تقويم مصغر : يهتم بالحالة التي يجري تقويمها دون ربطها بإطار اكبر منها أو بدراسة أثرها على حالات أنظمة فرعية أدنى .
والدراسة تصنف هنا تحت البند الثاني أي تعتبر تقويم مصغر للبرنامج حيث لم يتم تناول جميع مجالات البرنامج بالتقويم بل تم الاقتصار على بعضها .

خامساً : التقويم حسب الجهة القائمة به ( متولي , 1995م , 218 )
‌أ- تقويم رسمي : أي تسهم الجهة الرسمية المسئولة عن البرنامج في الاشتراك بتقويمه بدرجة كبيره كذلك الوسائل والأساليب المستخدمة في التقويم تكون أساليب ووسائل علمية .
‌ب- تقويم غير رسمي : يكون إسهام الجهة الرسمية المسئولة عن البرنامج في الاشتراك بتقويمه و علمية الوسائل والأساليب المستخدمة في التقويم اقل من النوع السابق .
والدراسة تصنف هنا على أنها تقويم رسمي تحت إشراف أناس متخصصين تابعين للجامعة والوسائل المستخدمة بالتقويم علمية .

سادساً : التقويم حسب المعلومات التي يعتمد عليها ( آل الشيخ , 2004م , 74 ) 
‌أ- تقويم كمي : وهو التقويم الذي يعتمد على النتائج الرقمية التي يحصل عليها من خلال أدوات
 القياس المستخدمة كالاستبانات والاختبارات وغيرها ومعالجة هذه النتائج إحصائياً للحصول على
 استنتاجات مبنية على أسس علمية .
‌ب- تقويم نوعي : هو التقويم الذي يعتمد على الآراء والانطباعات الشخصية والملاحظات حول البرنامج أو التجربة التربوية .
ويمكن تصنيف الدراسة في هذا المجال إلى كونها تجمع بين التقويم الكمي والنوعي فهي تستخدم الاستبانات ومقياس الرضا وسيتم معالجة البيانات الناتجة إحصائياً كما سيتم الاهتمام بآراء العينة وانطباعاتهم ومقترحاتهم عن البرنامج .

سابعاً : التقويم حسب القائمين به ( متولي , 1995م , 221 ) 
‌أ- تقويم داخلي : هو التقويم الذي يكون القائمين بالتقويم من داخل البرنامج أو المشروع المراد تقويمه .
‌ب- تقويم خارجي : هو التقويم الذي يكون فيه القائمين بالتقويم من خارج البرنامج المراد تقويمه .
‌ج- تقويم داخلي و خارجي : هو التقويم الذي يشترك فيه أناس من داخل البرنامج وخارجه وذلك للجمع بين مزايا الجانبين في تقويم البرنامج بصوره صحيحة .
والدراسة تصنف بأنها تقويم داخلي وخارجي فهي مشتركه بين الباحث وزملاءه الطلاب الذين يعتبرون داخل البرنامج و جهات عمل الخريجين والذين يعتبرون خارج البرنامج .




ثامناً : التقويم حسب طبيعة معالجة البيانات ( آل الشيخ , 2004 م , 75 ) 
‌أ- تقويم وصفي : وهو التقويم الذي يعتمد على عرض البيانات في جداول وأشكال بيانية والغرض من ذلك هو وصف واقع الموقف أو البرنامج .
‌ب- تقويم مقارن : وهو التقويم الذي يتم فيه مقارنة النتائج التي أسفر عنها تقويم البرنامج بنتائج عمليات تقويم لبرامج مماثلة أو بنتائج عمليات تقويم تمت للبرنامج نفسه .
‌ج- تقويم تحليلي : هو تحليل النتائج بايجابياتها وسلبياتها وتفسيرها والتعليق عليها من اجل الحكم على البرنامج بشكل دقيق والتعديل فيه إذا لزم الأمر .
والدراسة تصنف بناء على هذا التقسيم بأنها تقويم تحليلي حيث تحلل البيانات التي يتم الحصول عليها من العينة وتفسر ويتم اقتراح حلول لتطوير البرنامج إذا لزم الأمر .
و - أهداف تقويم البرامج التعليمية 
تتمثل الأهداف الخاصة بتقويم البرامج التعليمية بالتالي ( نبراي , 1999م , 115 – 116 )
1. يعمل على تحسين البرامج والعمليات التربوية من خلال قيام المؤسسات التعليمية باستمرار باستخدام وسائل وإجراءات لمواكبة التطورات والتغيرات التي تحدث في المجتمع .
2. يعمل على تحسين وتنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس بالبرنامج والعاملين الآخرين في حقل التعليم ومن ثم يتم إحداث تأثير في النظام التربوي ككل .
3. أن يمكن الأنظمة والبرامج التعليمية من تشخيص الصعوبات والمشكلات التربوية تشخيصاً علمياً ومساعدتها على إيجاد الحلول المناسبة في الوقت المناسب .
كما يهدف تقويم برامج الدراسات العليا في المملكة إلى :( الجرف , 1409هـ , 103 )
1. التعرف على نقاط القوة والضعف في إعداد المتخصصين بالبحث والتدريس .
2. تحديد ما إذا كان البرنامج قد تم تنفيذه كما خطط له .
3. اتخاذ القرارات التي تتعلق باستمرار البرنامج أو تعديله أو التوسع فيه أو إلغائه .
4. التحقق من أن البرنامج يلبي احتياجات معينة .
5. التحقق من كفاية الأداء والخدمات المقدمة .
6. التحقق من ملائمة الأهداف وإمكانية تحقيقها وتكلفة تحقيقها .
7. تحديد مستوى البرامج من حيث الجودة .
وبالتالي يرى الباحث أن من أهم أهداف تقويم البرامج التعليمية :
1. إيضاح أوجه الضعف والقوة والمشاكل في البرامج التعليمية .
2. الاستفادة من النتائج في تطوير البرنامج التعليمي .

ز - أهمية تقويم البرامج التعليمية
1. الكشف عن مواطن القوة والضعف في البرامج التعليمية لكي يتم تعزيز جوانب القوة وتلافي جوانب الضعف .
2. الوقوف على واقع البرامج الفعلي وتشخيص المشكلات الموجودة فيها .
3. الاستفادة من نتائج التقويم للتغذية الراجعة للبرامج من حيث تعديل البرنامج أو الاستمرار فيه أو حذفه .
4. دراسة الجدوى الاقتصادية للبرامج التعليمية بالمقارنة بين الكلفة والفاعلية .
5. معرفة ما تم تحقيقه من الأهداف الموضوعة لهذه البرامج .
6. وجوب تقويم البرامج التعليمية باستمرار لضمان سيرها فيما خطط لها .
ح - نماذج التقويم
يمكن تعريف نموذج التقويم بأنه خطة عمل يُبسّطها معد النموذج ويرى أن إتباعها كفيل بإنتاج تقويم فعال , أي أن النموذج هو إطار تصوري للتقويم يصف رؤية معده لمفاهيم التقويم الأساسية والكيفية التي يمكن أن توظف بها هذه المفاهيم للوصول إلى أحكام وتوصيات يمكن تبريرها .
ويستخدم نموذج التقويم بصورتين أساسيتين : ( Alkin , 1969 , 16 )
‌أ- نموذج إرشاديPrescriptive model  وهو الأكثر شيوعاً وهو عبارة عن مجموعة من القواعد والأوصاف والمحاذير والأطر المرشدة التي تحدد ماهية التقويم الجيد وكيفية إجرائه .
‌ب- نموذج وصفي descriptive model  وهو مجموعة من الجمل والتعميمات التي تصف أنشطة التقويم أو تشرحها أو تتنبأ بها .
وتتنوع نماذج التقويم تبعاً للفلسفات والمفاهيم الخاصة بمطوريها والغرض من التقويم حيث وصلت كثرتها إلى الحد الذي أصبحت فيه مشتتة لجهود التقويم ومربكة للدارسين للتقويم والراغبين الاستنارة بها عند إجراء دراساتهم التقويمية (ماذا يأخذوا ؟ وماذا يدعو ؟) .
وقد ظهرت هذه النماذج استجابة لدعوات إصلاح التقويم وللمساعدة في تطوير الدراسات التقويمية ولإيجاد لغة مشتركة تساعد في تنمية التواصل العلمي وتبادل الخبرات .
وتجدر الإشارة إلى أن الراغب بإجراء دراسة تقويمية ليس ملزم بإتباع نموذج معين بل يستطيع المزج بين أكثر من نموذج بما يخدم عمله كما انه يستطيع عمل نموذج خاص يخدم دراسته التقويمية .
ونظرا لوجود العديد من نماذج التقويم فسيتم تناول أهم هذه النماذج ثم سيتم عرض التصنيفات المختلفة لهذه النماذج من وجهة نظر المتخصصين بالتربية .

أولاً : نموذج رالف تايلور Tyler Model ( الدوسري , 2000م , 454- 456 ) 
يعتبر هذا النموذج من أوائل النماذج التي ظل أثرها قائماً ومستخدماً في مشروعات كثيرة للتقويم وقد قدمه تايلور في مؤلفه : المبادئ الأساسية للمنهج والتدريس Basic Principles of Curriculum Instruction  ويعتبر تايلور أبو التقويم فهو أول من ادخل التقويم المنظم إلى التعليم , وكانت نظرته إلى التقويم التربوي والتي طبقها في دراسة الثمان سنوات التي اشرف عليها خلال الثلاثينيات الميلادية هي الأساس الذي بني عليه هذا النموذج .
 والتقويم في هذا النموذج عبارة عن تقرير مدى التوافق بين الأهداف والنواتج أي قياس مدى تحقق أهداف البرنامج التعليمي .
ويتميز هذا النموذج برواجه الكبير وسرعة انتشاره وكثرة تطبيقاته وذلك للبساطة المتناهية لإجراءات التقويم وفق هذا المدخل وسهولة استيعابها وتطبيقاها من قبل المقومين فمهمة المقوم تنحصر في تحديد أهداف البرنامج و صياغتها سلوكياً ومقارنتها بالنواتج ( الأداء ) .
ويمر التقويم وفقاً لهذا النموذج بسلسلة من الخطوات هي :
1. تحديد الأهداف العامة ( الغايات ) وتصنيفها .
2. ترجمة كل هدف عام إلى مجموعة من الأهداف الإجرائية .
3. إعداد أو اختيار أدوات جمع البيانات .
4. جمع البيانات عن أداء التلاميذ .
5. مقارنة أداء التلاميذ مع الأهداف السلوكية .
وبناء على المقارنة بين الهدف والأداء تتضح أماكن النجاح والإخفاق في البرنامج فالأهداف المحققة تعتبر نقاط قوه في البرنامج أما الأهداف الغير محققه فتعتبر نقاط ضعف فيه .
فالأهداف هي الأساس التي يترتب عليها نجاح البرنامج أو إخفاقه وصياغتها بصورة جيدة مهمة جداًً في عملية التقويم .
لكن يعاب على هذا النموذج تأخر نتائج التقويم إلى نهاية البرنامج مما يحد من الاستفادة منها في تحسين البرنامج كذلك صعوبة صياغة الأهداف إجرائياً في بعض الأحيان .

ثانياً : نموذج هاموند Hammond Model   ( الرائقي , 2006 , 8 – 9 )
يتعدى هذا النموذج نموذج تايلور فلا يقف عند معرفة مدى تحقق الأهداف بل يتعدى ذلك إلى محاولة فهم الأسباب التي تكون وراء نجاح أو إخفاق البرنامج في تحقيق أهدافه .
ويقترح هاموند مكعباً يستفيد منه المقوم في وصف البرامج التربوية وتنظيم متغيرات التقويم وهو ما يساعد في تحديد العوامل التي تكون وراء نجاح البرنامج أو إخفاقه وأطلق على هذا المكعب اسم بنية التقويم Structure for Evaluation  وكل بعد من أبعاده الثلاثة يتعلق بمتغير من متغيرات التقويم والمتغيرات هي :
المتغير الأول : يتعلق بخصائص البرنامج التربوي ويدخل تحته خمسة عناصر :
1. التنظيم من حيث : الزمن المتاح , الجدول الزمني لأحداث البرنامج , تسلسل الموضوعات , التنظيم المدرسي .
2. المحتوى المراد تغطيته .
3. النشاط التدريسي .
4. التجهيزات .
5. التكلفة .
المتغير الثاني يتعلق بخصائص الأفراد والجماعات المرتبطين بالبرنامج ويدخل تحته ستة عناصر :
1. التلميذ من حيث السن , المستوى الدراسي , الخلفية الأسرية والاجتماعية , الصحة , الميول والاهتمامات , القدرات , التحصيل الدراسي .
2. المعلم والإداري والمختص التربوي من حيث السن , الخلفية التعليمية , الخلفية الاجتماعية والأسرية , خصائص الشخصية .
3. الأسرة من حيث الحجم , الدخل , المستوى التعليمي , المستوى الاقتصادي والاجتماعي .
4. المجتمع المحلي من حيث الموقع الجغرافي , الخلفية التاريخية , الخصائص الاقتصادية , الخصائص الاجتماعية .
المتغير الثالث يتعلق بأهداف البرنامج التربوي والتي تكون أما معرفية أو انفعالية أو حركية .
وبالتالي فمكعب هاموند يتكون من 90 خلية تنتج من تقاطع المتغيرات الثلاثة ويمكن للمقوم أن يستخدم أي خلية لتوليد أسئلة تقويمية معينة , فمثلا يستطيع إيجاد أسئلة من الخلية الناتجة من تقاطع عنصر النشاط التدريسي من متغير خصائص التقويم مع عنصر التلميذ من متغير خصائص الأفراد المرتبطين بالبرنامج مع عنصر الأهداف الحركية من متغير أهداف البرنامج مثل :
1. ما رأي الطلاب في أنشطة البرنامج وأهدافه الحركية ؟
2. ما مدى مشاركة الطلاب في النشاط التدريسي ؟
3. هل الأنشطة التدريسية الحالية مناسبة تساعد الطلاب على تحقيق الأهداف الحركية؟
كما لا يتعين على المقوم أن يطرح أسئلة من واقع كل خلية حيث أن الخلايا التي تكون محل الاهتمام في تقويم معين عددها محدود .

ثالثاً : نموذج بروفس Provus  Model  ( الدوسري , 2000م , 467 )
طرح بروفس نموذج التفاوت ( التناقض ) Provus's discrepancy Model  ويعرف بروفس التقويم بأنه عملية تتضمن :
1. التعريف بمعايير البرنامج ( يستخدم بروفس المعايير والأهداف بشكل متبادل )
2. التقرير بشان وجود تفاوت وتناقض من عدمه بين الأداء في جانب من جوانب البرنامج والمعايير التي تحكم ذلك الجانب .
3. استخدام المعلومات عن التفاوت بين مستوى الأداء والمعايير أما لتغيير مستوى الأداء أو تغيير معايير البرنامج .
وتبعاً للمعلومات التي يوفرها التقويم يمكن إلغاء البرنامج أو تعديله أو الاستمرار فيه أو تغيير المعايير .
فالتقويم لدى بروفس يعتمد على ثلاث عمليات أساسية هي :
1. المعايير وهي عبارة عن قائمة بمجموعة من السمات أو الخصائص التي يجب توفرها في البرنامج التعليمي .
2. أوجه الأداء وهي عبارة عما هو قائم فعلياً أو موجود من السمات والخصائص في البرنامج التعليمي .
3. التفاوت وهي الفروق القائمة بين المعايير المرغوبة وأوجه الأداء الفعلية .
والتقويم يحدث عندما يتم المقارنة بين المعايير المطلوبة والأداء الفعلي للوقوف على مدى التفاوت ( التناقض ) فيما بينهما .
ويحدث التقويم في هذا النموذج وفقاً لدورة حياة البرنامج والمراحل التي يمر بها , فيرى بروفس أن البرنامج يمر أثناء الإعداد والتطوير بخمس مراحل يجب المقارنة بين الأداء والمعايير في كل مرحلة ويتم ذلك من خلال فحص المدخلات والعمليات والمخرجات لكل مرحلة ومقارنة البيانات عن أداء البرنامج مع المعايير التي تحكم كل مرحلة .
وهذه المراحل هي : التخطيط ( تحديد الأهداف ) , التجهيز ( مدى تطبيق البرنامج على ارض الواقع ) , العملية ( التقدم نحو تحقيق الأهداف ) , الناتج ( قياس مدى تحقق الأهداف ) , تحليل الكلفة والمنفعة

رابعاً : نموذج متفسيل وميشيل Metfessel and Michael Model  ( الدوسري , 2000م , 456 )
يعد هذا النموذج تطويراً لنموذج تايلور وتوسيعاً لمفهوم التقويم مع الاستمرار على التركيز على الأهداف في عملية التقويم .
وتتكون عملية التقويم في هذا النموذج من ثمان خطوات هي :
1. إشراك أفراد من المجتمع ممن لهم صلة مباشرة أو غير مباشرة للبرنامج في التقويم .
2. إعداد أهداف عامة وخاصة وترجمتها إلى أهداف إجرائية مع وضع معايير للتأكد من مستوى تحققها .
3. وضع الأهداف في صيغ بمكن تنفيذها بحيث تساعد في عملية التعليم .
4. بناء المقاييس اللازمة للتعرف على مدى تحقق الأهداف .
5. جمع المعلومات عن مدى تقدم البرنامج نحو تحقيق أهدافه بصورة دورية ثم في نهاية البرنامج يقاس مدى تحقق الأهداف .
6. تحليل المعلومات .
7. تفسير المعلومات في ضوء المعايير التي تم تطويرها .
8. إعداد توصيات بشان تعديل البرنامج أو تعديل أهدافه .
ولعل أهم ما يميز هذا النموذج عن نموذج تايلور هو أن التقويم جماعي أي يشارك فيه أكثر من شخص كما أن التقويم يعتمد على استخدام معايير تحدد مستوى تحقيق الأهداف والتقويم بصوره دورية وليس في نهاية البرنامج فقط .

خامساً : نموذج ستيك Stake ( الدوسري , 2000م , 461 – 465 )
تناول ستيك التقويم من جهة تختلف جذرياً عن الجهة التي تناولها تايلور فستيك انتقد نموذج تايلور لاعتماده على الأهداف فقط في عملية التقويم إذ يرى ستيك أن الأهداف قد تتغير أثناء التنفيذ مما يسبب ضرورة اتصال المقوم بالمستفيد من البرنامج باستمرار لاكتشاف الأمور ذات الأهمية الخاصة بالبرنامج وتعرفها وأخذها بالحسبان عند التقويم .
كما انتقد ستيك التقويم لدى تايلور لحصره عملية التقويم في جوانب ضيقة ومحدده في البرنامج ( تحقق الأهداف فقط ) وطريقة جمع المعلومات التقويمية والتي تقتصر على الاختبارات والأدوات المقننة والتجارب .
فيرى ستيك أن الغرض من التقويم مساعدة المستفيد على تكوين رؤية شاملة عن موضوع التقويم , ويؤكد على ضرورة تجنب إصدار المقوم لأحكام نهائية حول موضوع التقويم بل يجمع آراء الآخرين وأحكامهم بالإضافة إلى رؤيته ويقدمها إلى المستفيد في قالب مناسب .
وقد ساهم ستيك بتطوير مفاهيم التقويم التربوي عندما قدم نموذجين للتقويم هما نموذج الهيئة الكلية للتقويم Countenance Model  ونموذج التقويم المتجاوب Responsive Model  
وفيما يلي تناول لهذين النموذجين :
أ - نموذج الهيئة الكلية ( الصورة الكاملة ) للتقويم Countenance Model
طرح ستيك رؤيته عن التقويم في مقالة نشرها عام 1967م انتقد فيها الأساليب المستخدمة في التقويم والتي لا تسهم في إعطاء صورة كاملة عن موضوع التقويم فتم طرح هذا النموذج والذي يرى فيه أن أي عملية تقويم تحتوي على عمليتين أساسيتين هما الوصف والحكم ( التحكيم ) وهذه العمليات تجرى لثلاث مراحل من حياة البرنامج التعليمي : السوابق , العمليات , النواتج .
وتوضح مراحل حياة البرنامج التعليمي بالتالي :
‌أ. السوابق : كل الظروف الموجودة قبل البرنامج والتي قد يكون لها تأثير عليه فيجب جمع معلومات عن تلك الظروف للحصول على خلفية وافية عن البرنامج .  
‌ب. العمليات : ما يجري داخل البرنامج من فعاليات وأنشطة أثناء التنفيذ .
‌ج. النواتج : الآثار التي أحدثها البرنامج على العاملين فيه وعلى التجهيزات والمجتمع المحلي سواء كان فورياً أو مؤجلاً مباشراً أو غير مباشر .
أما عملية الوصف فيجب فيها جمع معلومات عن المراحل الثلاث : السوابق , العمليات , النواتج ليكون الوصف شاملاً , ويحدد لكل مرحلة من المراحل الثلاث نوعين من البيانات هما مأمول ( مقصود ) و واقع ( ملحوظ ) فالمأمول هو ما خطط له في كل مرحلة أما الواقع فما تحقق فعلاً .
ثم بعد الحصول على المعلومات الوصفية يتم التعامل معها بإحدى الطريقتين:
1. إيجاد مدى التوافق بين الواقع والمأمول لكل من السوابق والعمليات والنواتج .
2. إيجاد مدى اعتماد النواتج على العمليات والسوابق واعتماد العمليات على السوابق .
بينما عملية التحكيم أو إصدار الأحكام على مراحل حياة البرنامج فتتم لجميع مراحل حياة البرنامج وفق معايير نسبية أو مطلقة فالمعايير النسبية تكون مستمدة من برامج أخرى مشابهه للبرنامج أما المعايير المطلقة فهي التي حددت بناء على ما يجب أن يتوفر في البرنامج وفي كلا الحالتين لابد من الاتفاق على المعايير المستخدمة في إصدار الأحكام بين المقوم والمعنيين بالبرنامج حتى لا يكون هناك نظرة سلبية للمقوم أو محاولة حجب معلومات عنه .
كما يمكن للمقوم الحصول على تقدير عام لجدارة البرنامج من خلال دمج الأحكام المبنية على معايير مطلقة مع الأحكام المبنية على معايير نسبية .
ولا يكتمل التقويم إلا من خلال إعطاء مبرر لتقويم البرنامج وان كان المبرر غير صريح فيوضح الخلفية الفلسفية والأغراض الأساسية والحاجة للبرنامج .
وبالتالي فالخطوات التي يقوم بها المقوم في هذا النموذج هي :
1. إعطاء مبرر للبرنامج
2. جمع المعلومات الوصفية من خلال رصد الواقع والمأمول من السوابق والعمليات والنواتج .
3. تحليل المعلومات الوصفية .
4. تحديد المعايير المطلقة والنسبية
5. تقدير مدى قابلية البرنامج لتلك المعايير .
6. إصدار الحكم على البرنامج من قبل المقوم بمفرده أو بالتعاون مع المسئولين في البرنامج وغيرهم من المتأثرين به .
ويطرح ستيك بعض الأسئلة التي يجب الإجابة عليها قبل القيام بالتقويم لأنها تساعد في رسم المسار الذي ستسير عليه عملية التقويم مثل :
1. هل سيكون التقويم وصفياً أي يصف البرنامج فقط أم تقويمياً أي يقدم أحكاماً عن البرنامج أم كليهما ؟
2. هل سيركز التقويم على السوابق أو العمليات أو النواتج أو التلازم الوظيفي بينهما ؟
3. هل سيؤكد التقويم على التوافق في البرنامج ؟
4. هل سيركز التقويم على برنامج بعينه أم سيقارنه ببرامج أخرى ؟
5. هل سيهدف التقويم إلى التطوير أم الاختيار بين عدد من البدائل ؟

ب - نموذج التقويم المتجاوب ( الايجابي , الحساس )Responsive Model
مع بداية السبعينيات بدأ ستيك يدعو إلى تقويم يعالج السلبيات المتأصلة في نماذج التقويم التقليدية والمتمثلة في عدم استجابة تلك النماذج للقضايا والمشكلات التي تشغل بال المعنيين بالتقويم ( المستفيدين من التقويم ) والتي تعتبر من وجهة نظره المحك النهائي لصدق التقويم .
ومن هذا المنطلق طرح ستيك نموذج التقويم المتجاوب والذي يعتمد على الاستفسارات التي يطرحها المعنيين بالتقويم ومن القضايا والمشكلات التي تشغلهم , كما يعتمد في منهجيته لجمع المعلومات على نموذج الهيئة الكلية للتقويم  .
فالمقوم يحرص على فتح حوار المعنيين بالتقويم ليتحدد من خلاله الهدف من التقويم ونوعية المعلومات المطلوب جمعها والتي تسهم في فك الغموض المحيط بالبرنامج والإجابة على الاستفسارات التي يطرحها المعنيين بالتقويم وحل المشكلات التي تواجههم , ويستمر هذا التواصل بين المقوم والمعنيين بالتقويم طوال فترة التقويم لكي يستوعب التقويم أي اهتمامات ومطالب طارئة لم تكن قائمة عند البدء بالتقويم .
فالتقويم وفق هذا النموذج مرن ومتطور يسمح باستيعاب أي مستجدات فالتخطيط للتقويم في بداية الأمر يكون بشكل عام ثم يبدأ التخصيص وفقا لسير العمل فالتقويم لا يكون محدداً بكل دقة وتفاصيل منذ البداية بل يتطور أثناء إجراء التقويم .
وفي سبيل الحصول على المعلومات فان المقوم يحرص على جمع معلوماته بظروف طبيعية بعيدة عن التصنع من خلال الملاحظة المباشرة والتحدث إلى الناس والاستماع إليهم والاعتماد على عدة مصادر في جمع المعلومات ويحرص المقوم على أن لا يوجه المعنيين بالتقويم اهتمامهم بعيداً عن أوجه ضعفهم التي لا يريدون الإفصاح عنهم عند تعبيرهم عن اهتماماتهم .
وعند إصدار الحكم على جودة البرنامج لا يفرض المقوم قيمة معينة بل تكون الأحكام النهائية مستمدة من القيم التي يحملها المعنيون بالتقويم .

سادساً : نموذج بارلت وهاملتون Parlett & Hamilton Model ( الرائقي , 2006 , 15 ) 
اقترح بارلت وهاملتون نموذج التقويم التنويري ( الإشرافي ) Illuminative Evaluation   حيث يهتم المقوم بالوصف والتفسير للموقف التربوي على حقيقته فقط دون محاولة التحكم بالمتغيرات وضبطها .
وتمر عملية التقويم بالخطوات التالية :
1. ملاحظة الموقف بهدف استكشاف الموقف على طبيعته .
2. تركيز الدراسة وحصرها ومتابعة بعض القضايا المختارة بمزيد من الاستقصاء والتحري .
3. تفسير بعض الأنماط التي تتم ملاحظتها وبعض علاقات السبب بالنتيجة .
ويقضي المقوم التنويري أطول وقته بالميدان لمعايشة إحداث البرنامج ويستخدم في جمعه للمعلومات : الملاحظة , والمقابلة , وتحليل الوثائق , وقد يستخدم الاستبانة .


سابعاً : نموذج ماكدونالد Macdonald Model  ( الرائقي , 2006 , 16 )
طرح ماكدونالد نموذج التقويم الديمقراطي Democratic Model  ويرى أن هناك ثلاثة أنواع من دراسات التقويم تختلف فيما بينهما في الأهداف , الإجراءات , الجمهور , القضايا التي تطرح .
وهذه الأنواع هي :
‌أ. التقويم البيروقراطي وهو التقويم الذي يمول من قبل جهة ما وتشرف عليه وتتحكم بنتائجه .
‌ب. التقويم التسلطي وهو التقويم الذي يستأثر المقوم بالدراسة ومن ثم يقدم نتائجها للجهة الممولة أو المجلات العلمية .
‌ج. التقويم الديمقراطي وهو التقويم الذي يقوم فيه المقوم بخدمة معلوماتية للمجتمع المحلي ككل – ممول التقويم وغيره – دون أن يكون للمقوم أو الجهة الممولة حق احتكار معلومات التقويم
ويؤيد الدراسات التي تمثل التقويم الديمقراطي باعتباره يكرس مفهوم حق الجمهور في المعرفة .

ثامناً : نموذج سكرفين Scriven Model  ( الدوسري , 2000م , 458 - 461)
هاجم سكرفين أساليب التقويم التي كانت تركز على الأهداف فقط حيث يرى سكرفين أن الأهداف التي يقاس مدى تحققها قد تكون غامضة أو لا تكون ذات أهمية وغير مجدية أو تكون أهداف تافهة كما أن التركيز على تحقق الأهداف يعني التركيز على النتائج المقصود الحصول عليها في البرنامج وإهمال النتائج الغير مقصوده والتي تسمى بالآثار الجانبية للبرنامج , كذلك التركيز يحصر عمل المقوم في زاوية ضيقة هي الأهداف ويفرض عليه استخدام أساليب لجمع المعلومات تعتبر محدودة .
وبالتالي فسكرفين ينادي بأهمية الآثار الجانبية للبرنامج وأنها هي المحك الأصلي لتقرير جودة البرنامج بغض النظر عن الأهداف وتحققها .
ويتم الحكم على جودة البرنامج من خلال قياس الآثار المترتبة على البرنامج الواقعية بشقيها المقصود وهو الناتج عن تحقق الأهداف وغير المقصود مع الاهتمام بما يجري داخل البرنامج من تفاعلات وأنشطة
وتتم عملية التقويم من خلال قيام المقوم بإعداد بيان بحاجات الجماعة محل الملاحظة في البرنامج ثم يقيس نواتج البرنامج وآثاره الجانبية بطرق ذات طبيعة نوعية وإذا ثبت أن للبرنامج آثار أو نتائج متماشية مع إحدى الحاجات التي حددت سابقاً فان البرنامج يعتبر مفيداً , ويجب أن يكون المقوم ملاحظاً حيادياً موضوعياً .
وتطبيقاً لهذا النموذج لو أن هناك برنامجاً دراسياً في تعليم الرياضيات قد تحققت أهدافه لكن وجد أن له آثار جانبية سيئة كتقليل اهتمام الطلاب بالرياضيات فلا نستطيع الحكم على البرنامج بأنه مفيد تماماً بينما في النماذج التي تهتم بقياس تحقق الأهداف يعتبر البرنامج السابق مفيداً جداً .
ويؤكد سكرفين على عدم الاقتصار على التقويم المعتمد على الأهداف فقط أو التقويم المتحرر من الأهداف بل كل واحد منهما مكملاً للآخر حتى يتم تناول الموضوع المراد تقويمه بصورة كاملة .
ويعتبر تقويم سكريفن موجه إلى خدمة المستهلك أو المنتفع من البرنامج التعليمي إذ يرى أن تقويم البرامج المتحرر من الأهداف مشابه لتقويم سلعة أو منتج ما من خلال اخذ رأي المستخدمين والمستفيدين منه وليس المنتجين للمنتج .





تاسعاً : نموذج ستفلبيم Stufflebeam Model  ( الدوسري , 2000م , 469 – 473 )
يعتبر هذا النموذج من أكثر النماذج تطبيقاً وقد طورته لجنة فاي دلتا كابا Phi Delta Kappa  برئاسة دانيل ستفلبيم اثنا قيامهم بتقويم بعض المشروعات التعليمية الممولة من قبل الحكومة الفدرالية بولاية أهايو الأمريكية .
ويرمز لهذا النموذج نموذجCIPP  اختصار لـ ( Context , Input , Process , Product )  أي نموذج السياق والمدخلات والعملية والمخرجات لـ ( ستفلبيم ) .
وكان مبرر قيام هذا النموذج أن البرامج المراد تقويمها لم يكن لها سوى أهداف عامة لا ينفع معها استخدام أسلوب تايلور السائد في تلك الفترة مما أدى إلى قيام المسئولين عن البرامج بالاجتهاد بتفسير تلك الأهداف مما ترتب عليه تباين في تطبيقات البرنامج الواحد من موقع لأخر , عندها اقتنع ستفلبيم أن هناك حاجة إلى تعريف اشمل للتقويم ابعد من مجرد قياس تحقق الأهداف وطرح التعريف التالي للتقويم:
التقويم هو العملية التي تتكون من التخطيط للحصول على المعلومات المفيدة لصانع القرار ومن ثم جمع هذه المعلومات وتقديمها بهدف الحكم على بدائل القرار .
وينطوي التعريف على ثلاثة أمور هي :
1. أن التقويم عملية منظمة ومستمرة .
2. تتضمن عملية التقويم ثلاث خطوات أساسية :
‌أ-  التخطيط : حيث يتم التركيز على احتياجات صانع القرار بالتعرف على الأسئلة التي يراد إجابتها والمعلومات التي يراد الحصول عليها .
‌ب- جمع المعلومات : حيث يتم جمع المعلومات وتنظيمها وتحليلها .
‌ج- اتخاذ القرار : يتم تقديم المعلومات لصانع القرار لمساعدته باتخاذ قرار مناسب
3. هناك أربعة أنواع من القرارات التي تتخذ أثناء دورة البرنامج وهي قرارات التخطيط Planning Decision , قرارات التصميم Structuring Decision  , قرارات التنفيذ Implementing Decision  , قرارات التدوير  , كما أن هناك أربعة أنواع من التقويم يخدم كل منها نوعاً من أنواع القرارات .
وأنواع التقويم لدى ستفلبيم هي :
1- تقويم السياق ( الإطار ) العام  Context Evaluation
يخدم هذا النوع من التقويم قرارات التخطيط وهو النوع الأساسي من أنواع التقويم الأربعة حسب النموذج وأكثرها شيوعاً , وهدف التقويم هو تحديد سبب أو مبرر لأهداف البرنامج القائم والتي لا تقابل احتياجات صانع القرار عند دراسة البيئة والظروف والمشكلات التعليمية والإمكانات المتوفرة في النظام التعليمي , ويتحقق الهدف السابق من خلال :
1. تحديد وتوصيف السياق العام الذي تتم في حدوده التغيرات المطلوبة .
2. فحص مدى التوافق بين الأهداف والنواتج .
3. تحديد الاحتياجات غير المحققة وكذلك الفرص المتاحة والإمكانات اللازمة .
4. تحديد مصادر المشكلات ومواقع الخلل التي حالت دون مقابلة الاحتياجات .
وبالتالي فان تقويم السياق العام يجيب على الأسئلة التالية :
1. ما الحاجات غير المحققة في السياق العام المخدوم بالبرنامج ؟
2. ما الأهداف التي يؤدي تحقيقها إلى تلبية تلك الحاجات ؟
3. ما الأهداف التي يؤمل أن تحضا بدعم المجتمع المحلي المتأثر بالبرنامج ؟
4. أي الأهداف – من بين القائمة التي تم تحديدها – التي تبدو قابلة للتحقيق ؟
ويرى ستفلبيم انه يمكن التعرف على الحاجات الغير متحققة من خلال ملاحظة مدى التوافق بين الأهداف والأداء وأي تفاوت يشير إلى حاجات غير محققة ويعتمد تعيين أهداف معينة لمقابلة الحاجات على الظروف والأسباب التي وراء هذا التفاوت وللكشف عن أسباب التفاوت يفضل مراجعة الأدبيات المنشورة من قبل المقومين الذين تناولوا مشكلات مشابهه كما أن المقوم يحتاج لتحديد الأهداف التي تحظى بالقبول في بيئة تطبيق البرنامج إلى مسح الآراء لعينة ممثلة لأفراد تلك البيئة من خلال استخدام الكثير من الوسائل كالزيارات الميدانية وتحليل المضمون والمقابلات والامتحانات الشخصية , كما أن تقديرات التكلفة والمصادر المتاحة تلعب دوراً كبيراً في تحديد القائمة النهائية للأهداف .
ويمكن استخدام هذا التقويم في ما يلي :
1. توفير الوسائل الملائمة لتواصل المسئولين مع عامة الناس وتوعيتهم بأماكن القوة والضعف في البرنامج وحشد تأييدهم لأحداث التغيير المناسب .
2. إقناع الجهات الممولة بالحاجة الملحة للدعم .
3. إعداد أهداف لتطوير أداء الأفراد وتطوير المناهج .
4. تحديد جوانب المساعدة والدعم ذات الأولوية .
5. توفير معلومات عن الجوانب التي تحتاج إلى تطوير .
6. المساعدة في تحديد المجالات التي يمكن تقليصها من البرنامج في سبيل الإبقاء على برنامج فعال وبأقل تكلفة .


2- تقويم المدخلات  Input  Evaluation
يخدم هذا التقويم قرارات التصميم فالمعلومات التي يوفرها المقوم تساعد صانع القرار في اختيار انسب المدخلات التي تخدم تحقيق الأهداف , فالمقوم يجمع المعلومات عن البدائل ( الاستراتيجيات ) المختلفة المتوفرة والتي تحتاج إلى توفير من حيث متطلبات تنفيذها من قوة بشرية ومصادر وتجهيزات وميزانية وجدول زمني ثم ينقدها ويفحصها ويرتبها ثم يقدمها لصانع القرار ليختار البديل المناسب .
ويتضمن تقويم المدخلات سلسلة من الخطوات تبدأ بمراجعة الممارسات القائمة والأدبيات والزيارات لبرامج مشابهه والتشاور مع المختصين والدعوة إلى تقديم المقترحات ومراجعة المعلومات المتوفرة وإقامة الحلقات النقاشية وورش العمل والندوات لمعرفة مدى وجود استراتيجيات مناسبة لمقابلة الاحتياج .
ويقترح ستفلبيم أن يجيب مقوم المدخلات على الأسئلة التالية :
1. هل هناك انسجام منطقي بين إستراتيجية معينة ؟
2. ما مدى قانونية إستراتيجية معينة ؟
3. ما الاستراتيجيات المتوفرة التي يمكن أن تحقق الأهداف من خلالها ؟
4. ما المحددات الزمنية والإجرائية لتطبيق إستراتيجية معينة ؟
5. كيف تبدو الخصائص الإجرائية والآثار لكل إستراتيجية من خلال تجريب مصغر لها ؟
3- تقويم العملية ( العمليات الداخلة ) Process Evaluation
يخدم هذا التقويم قرارات التنفيذ وهي القرارات التي يتخذها صانع القرار في مرحلة تطبيق البرنامج على ارض الواقع , وهذا النوع من التقويم يمد صانع القرار بتغذيه راجعه دورية عن سلامة التطبيق ويهدف هذا التقويم إلى إبراز مواقع الخلل في تصميم الخطة أو تنفيذها ومتابعة مكونات الخطة الأخرى والتعرف على المشكلات الموجودة في العمل وعلاجها وتهيئة الظروف المناسبة لسير العمل على ما خطط له .
ويجيب مقوم العملية على الأسئلة التالية :
1. هل يسير التطبيق وفق الجدول الزمني المقترح ؟
2. هل تستخدم التجهيزات والمواد بشكل ملائم وفعال ؟
3. ما أهم المعوقات المطلوب التغلب عليها خلال دورة البرنامج الحالية ؟
4. هل هناك حاجة لإعادة تدريب القوة البشرية وكذا إعادة النظر في مواقعها قبل نهاية الدورة الحالية للبرنامج ؟
4- تقويم الناتج Product  Evaluation
يخدم هذا التقويم قرارات التدوير وهي القرارات التي يتخذها صانع القرار لتحديد مستقبل البرنامج أما بالاستمرار أو بالإيقاف أو بالتعديل , والهدف الأساسي لهذا التقويم هو التحقق من درجة مقابلة أهداف البرنامج لاحتياجات المجموعة المخدومة بالبرنامج .
وفي هذا التقويم يجمع المقوم معلومات عن درجة التوافق بين الأهداف والأداء ويكشف عن الآثار غير المقصودة للبرنامج المرغوبة وغير المرغوبة , ثم تقدم إلى صانع القرار ليتخذ القرار المناسب .
وهذه المعلومات يتم جمعها من ملاحظات الكثير من الناس المرتبطين بالبرنامج ومقارنة النتائج بنتائج برامج أخرى مشابهه إذا كانت متوفرة .
ويعطي ستفلبيم قائمة بالإجراءات لتطوير تصميم قابل للتطبيق لكل نوع من أنواع التقويم الأربعة وتتكون القائمة من ست خطوات أساسية هي :
1. تركيز التقويم : حيث يتم أولاً تحديد مستويات القرار ( محلي , إقليمي , قطري ) ثم يحدد لكل مستوى حالات القرار والخيارات المتاحة لكل حالة وكذلك محددات التقويم .
2. جمع بيانات التقويم : حيث يتم تحديد مصادر المعلومات وطرق جمعها وكيفية اختيار العينة وإعداد جدول زمني لجمع المعلومات .
3. تنظيم البيانات .
4. تحليل البيانات وذلك باختيار طرق وإجراءات التحليل المناسبة .
5. عرض البيانات وذلك بتحديد جمهور التقويم الذي يعنيه الاطلاع على نتائج التقويم وتحديد أفضل السبل لتوصيل النتائج إليهم وإعداد جدول زمني بين مراحل إيصال النتائج .
6. إدارة التقويم وذلك بتحديد المتطلبات والإجراءات والمصادر والعمل على توفيرها وتحديد ميزانية لذلك وتقويم كفاءة تصميم التقويم من خلال بحث قدرته على توفير معلومات صادقة وثابتة ومقنعة في وقت مناسب .
وفي ختام استعراض نموذج CIPP لابد من التنويه بان القرارات تتباين من حيث أهميتها بين قرارات يترتب عليها آثار بعيدة المدى تمس النظم والأفراد وقرارات قليلة الأهمية لا يترتب عليها سوى آثار محدودة وبقدر أهمية القرار يكون عمق التقويم وشموليته وصرامته وتكلفته .
 
عاشراً : نموذج الكن Alkin Model  ( Alkin , 1969 , 27 )
طور الكن هذا النموذج أثناء إشرافه على مركز دراسات التقويم التابع لجامعة كاليفورنيا فرع لوس انجلوس ويسمى هذا النموذج نموذج مركز دراسات التقويم The CSE Model  وهي اختصار لـ UCLA Center for the Study of Evaluation   .
والتقويم وفق هذا النموذج عبارة عن تحديد أنواع القرارات التي سيتم اتخاذها إزاء كل مرحلة من مراحل تطوير البرنامج ثم يتم جمع المعلومات وتحلل وتقدم لصانع القرار ليصدر فيها قرار .
ويوجد خمسة أنواع من التقويم يخدم كل منها نوعاً من أنواع القرارات وهي كالتالي :
1 – تقدير الاحتياجات Systems Assessment   وفي هذا النوع من التقويم يجمع المقوم معلومات عن الوضع الراهن للنظام ويحدد الاحتياجات من خلال التفاوت الحاصل بين الأهداف والأداء ثم يتم إيجاد قائمة بالأهداف المرغوبة التي تلبي تلك الاحتياجات , ويشبه هذا التقويم إلى حداً كبير تقويم السياق العام في نموذج CIPP  .
2- التخطيط للبرنامج Program Planning  وفي هذا التقويم يجمع المقوم المعلومات التي تساعد صانع القرار على اختيار البدائل المناسبة التي تفي بمقابلة الاحتياجات التي تم تحديدها في مرحلة تقدير الاحتياجات , ويشبه هذا التقويم إلى حداً كبير تقويم المدخلات في نموذج CIPP  .
3- تنفيذ البرنامج Program Implementation  وفي هذا التقويم يجمع المقوم معلومات عن مدى تنفيذ البرنامج وفقاً للخطة المقترحة .
4- تحسين البرنامج Program Improvement  وفي هذا التقويم يجمع المقوم معلومات عن النجاح النسبي لمختلف مكونات البرنامج وعن مدى تحقق الأهداف المقصودة ويشبه هذا التقويم إلى حداً كبير تقويم العملية في نموذج CIPP  .
5- إجازة البرنامج ( تقويم النواتج ) Program Certification   وفي هذا التقويم يجمع المقوم معلومات تساعد صانع القرار على اتخاذ قرار بشأن القيمة النهائية للبرنامج ككل وهو القرار الذي يحدد مصير البرنامج من حيث أما الإبقاء على البرنامج بوضعه الحالي أو تنقيحه أو إيقافه .
ومما سبق يمكن الاسترشاد بالنماذج السابقة عند تقويم برنامج الماجستير لمسار طرق تدريس الرياضيات بجامعة الملك سعود بالرياض من خلال المزج بين هذه النماذج بما يخدم أهداف الرسالة فيؤكد نموذج ستيك على جمع البيانات الوصفية لإصدار الحكم على البرنامج وهذا ما أخذت به الدراسة كما يؤكد نموذج ماكدونالد على الديمقراطية بالتقويم وعدم احتكار نتائج التقويم وهذا ما أخذت به الدراسة و أيضاً يؤكد نموذج بارلت على وصف البرنامج كم هو بالواقع وعدم التدخل بالمتغيرات وهذا ما أخذت به الدراسة كما يؤكد نموذج سكريفن على خدمة المستهلك أو المنتفع من البرنامج التعليمي من خلال اخذ رأي المستخدمين والمستفيدين منه وليس المنتجين للمنتج وهذا ما أخذت به الدراسة من خلال التواصل مع جهات عمل الخريجين , أما بالنسبة لنموذج ستفلبيم الذي يؤكد على ضرورة تزويد لجان اتخاذ القرار بالمعلومات التي تسهم بإصدار قرار على البرنامج وهذا ما تعمل الدراسة على تحقيقه .
ونظرا لوجود هذا العديد الكبير من نماذج التقويم قام البعض بمحاولات لتصنيفها تحت فئات ( مداخل )  لتسهيل التعامل معها وسيتم التعرض لهذه التصنيفات في الفقرة التالية .

ط – تصنيف نماذج التقويم التربوي
يوجد العديد من محاولات تصنيف النماذج السابقة ومن هذه المحاولات تصنيف ستلفبيم وتصنيف هاووس وتصنيف الكن واليت وتصنيف بوفام وتصنيف وورثن وساندرز .
وسيتم استعراض تصنيف بوفام وتصنيف وورثن وساندرز بشيء من التفصيل كالتالي :
أولاً : تصنيف بوفام  ( الدوسري , 2000م , 454 )
تصنف نماذج التقويم إلى ثلاثة أنواع رئيسه هي :
1) النماذج الهدفية ( نماذج التحقق من الأهداف )
ويندرج تحت هذا النوع من النماذج نماذج كثيرة من أهمها نموذج تايلور وتنظر هذه النماذج إلى التقويم على انه عملية التعرف على مدى تحقق الأهداف .

2) النماذج الحكمية
وتنقسم إلى نماذج حكمية تركز على المدخلات أي على محك داخلي حيث يكون التقويم في ضوء الأحكام المهنية للمقوم و نماذج حكمية تركز على المخرجات أي على محك خارجي حيث يكون التقويم في ضوء المخرجات .
3) النماذج القراراتية
وهي النماذج التي يتم التقويم فيها لخدمة القرار .
ثانياً : تصنيف ورثن وساندرز ( الرائقي , 2006 , 33 – 37 )
يعتبر هذا التصنيف أكثر التصنيفات شيوعاً ويقسم النماذج إلى :
1) نماذج التقويم المعتمدة على الأهداف
هي النماذج التي تنظر إلى التقويم على انه عملية التعرف على مدى تحقق الأهداف , ومن أهمها نموذج تايلور .
2) نماذج التقويم المتحررة من الأهداف
وهي النماذج التي يتحرر فيها المقوم من القيود التي تفرضها الأهداف ويرصد المقوم كل اثر للبرنامج سواء مقصود ( مرتبط بالأهداف ) أو اثر جانبي ( غير مرتبط بالأهداف ) , ومن هذه النماذج نموذج سكريفن .
3) نماذج التقويم الخادمة للإدارة
 وهي النماذج التي تهدف إلى تقديم معلومات عن البرنامج إلى صاحب القرار لاتخاذ قرار في البرنامج .ومن هذه النماذج نموذج ستفليم والكن .

4) نماذج التقويم الطبيعي والتقويم الموجه نحو المشاركين
وهي النماذج التي تصف البرنامج كما هو على الواقع دون أي محاولة لضبط المتغيرات ويتم التقويم بصورة طبيعية ويبنى على قضايا ومشاكل الأطراف المعنية بالتقويم . ومن هذه النماذج نموذج ستيك والنموذج التنويري ( الإشرافي ) .
5) نماذج التقويم الموجهة نحو المستهلك
6) نماذج التقويم بناءا على أحكام أهل الاختصاص
وهي النماذج التي يقوم فيها فريق من الخبراء بإصدار حكم حول جدارة أو جدوى موضوع التقويم .