خصائص المجددين والمطورين في المناهج
لقد كشفت الدراسات الحديثة عن ان المجددين
في جميع المجالات عامة وفي المجال التربوي خاصة يتميزون بصفات خاصة ولدراسة خصائص
المجددين اهمية اذ انه يرسم صور المثل الاعلى للمجدد ويحفز العاملين في هذا
الميدان نحو بلوغها ويوضح نوع القدرات اللازمة للتصدي للعمل في هذا الميدان .
ان العمل في ميدان التطوير وخاصة في مجال
قيادته ليس بالعمل السهل فليس هنالك اصعب من اقامة نظام جديد ذلك ان الذي يقود هذا
العمل يثير عداء المستفيدين من النظام القديم كما يثير مقاومة اولئك الذين يهدد
النظام الجديد اوضاعهم المهنية ثم انه لا يجد في مقابل ذلك سوى مدافعين فاترين ممن
ياملون الافادة من الجديد .
لذلك ينبغي ان يتوافر في المجددين صفات
القيادة بالاضافة الى مؤهلاتهم العلمية في مجال التطوير ففي المجال الفكري نراهم
يتصفون بسعة العلم وعمق التجربة والذكاء والابداع وقوة الحجة والمنطق السليم والقدرة
على اثارة الجدل والصمود امامه وبلاغة القول وحسن التعبير . اما عن صفاتهم النفسية
ففي مقدمتها الثقة في النفس والثبات الانفعالي وقوة الشخصية والمثابرة والاستعداد
لتجشم المخاطر والحساسية الشديدة نحو المشكلات والثورة نحو الاخطاء وهم بعد ذلك
لايعبئون بما يوجه اليهم من نقد ما داموا واثقين من اعمالهم واتجاهاتهم . اما عن
صفاتهم الاجتماعية ففي مقدمتها الاخلاص والعطف والتعاون والرغبة في مساعدة الاخرين
والقدرة على اقناعهم وتوثيق الصلات بهم والميل نحو المثالية والتضحية والبذل
والعطاء .
خصائص المؤسسات التجديدية
لم
يعد التطوير امرا ثانويا يترك الى الاجهزة الادارية في الوزارات او الى المدارس او
الى بعض اللجان التي تشكل لاجراء بعض عمليات التطوير فتقوم فترة ثم تنفض بعد حين
لذلك يعهد بالتطوير الى مؤسسات فنية متخصصة وهي مراكز البحوث التربوية او بحوث
المناهج . ويتوقف نجاح هذه المؤسسات على كثير من الامور في مقدمتها الطاقات
البشرية والمادية المتاحة لها ومدى مابينها وبين الميدان من صلات قوية بحيث يكون
الميدان مجال عملها وحقل تجاربها
وتمتاز
هذه المؤسسات بانها تشجع الافكار الجديدة وتيسر الاتصال بالمصادر الخارجية
والداخلية وتجيد اساليب البحث العلمي وتقوم على اساس اللامركزية وتتميز بالتماسك الداخلي
ووضوح الاهداف وحرية الحركة والقدرة على التخطيط والتنفيذ والمتابعة وتكون على صلة
دائمة بالمؤسسات التجديدية الاخرى والمؤسسات الاعلامية ولها قدرة على حل المشكلات
والتكيف مع الظروف . وهذه المؤسسات وان كانت تضم عددا كبيرا من الوحدات المتخصصة
في مختلف المجالات وخدمات البحث العلمي الا انها تعمل وفق اهداف موحدة وخطة موحدة
واسلوب علمي موحد مثلها في ذلك كمثل الفرقة الموسيقية التي يعزف كل فرد من افرادها
النغم نفسه ولكن بآلته الخاصة ومع ذلك فان جميع الافراد يعزفون معا في توافق
وتناغم وانسجام .
كيفية تكوين فريق العمل
تطوير
المناهج عمل تعاوني يشترك فيه فريق متكامل من المتخصصين والخبراء في مجالات مختلفة
ينبغي ان يتوافر لدى كل منهم اضافة الى التخصص خبرة عملية لاتقل عن خمس سنوات من
هؤلاء متخصصون في كل مناهج وطرائق تعليم المجال المراد تطوير منهجه فاذا كان
المجال هو اللغة العربية فاننا نعني هنا المتخصصين في مناهج وطرائق تعليم اللغة
العربية واذا كان المجال هو التاريخ فاننا نعنى هنا المتخصصين في مناهج وطرائق
تعليم التاريخ وهكذا يضاف الى هؤلاء المتخصصون في المجال نفسه فاذا كان التطوير
يتناول مناهج الرياضيات فاننا نعني هنا المتخصصين في الرياضيات واذا كان التطوير
يتناول مناهج اللغة الانجليزية فاننا نعني هنا المتخصصين في اللغة الانجليزية
وهكذا يضاف الى هؤلاء وهؤلاء المتخصصون في كل من التقويم التربوي والتخطيط التربوي
وعلم النفس التربوي وعلم نفس النمو وتقنية التعليم والتربية الاسلامية واللغة
العربية
ويشترك
من مجتمع المؤسسة التربوية معلمان او ثلاثة من الحاصلين على اعلى المؤهلات العلمية
في المجال المراد تطوير منهجه او في طرائق تعليمه ولهم خبرة في تعليم المنهج
المراد تطويره بين خمس الى ثمان سنوات ولايكون من المعلمين الجدد الذين تعوزهم
الخبرة ولا من الذين تقادم فكرهم بفعل الزمن الا من يكونوا ممن حضروا اكبر عدد من
الدورات التدريبية في المجال الدراسي او في تعليمه فاذا كان المنهج المراد تطويره
هو منهج الكيمياء فان المعلم الذي نرشحه للاشتراك في تطوير هذا المنهج ينبغي ان
يكون حاصلا على اعلى مؤهلات في الكيمياء او في طرائق تعليمها وان تكون سنوات خبرته
في تعليمها مابين خمس وثمان الا ان يكون قد حصل على دورات تدريبية في طرائق تعليم
الكيمياء او في تقويم تحصيل المتعلمين في الكيمياء او في استخدام تقنية التعليم في
تعليم الكيمياء ومن الاهمية بمكان ان يكون المعلم الذي يشترك في تطوير المناهج
الدراسية قد حصل على تقارير ممتازة عن ادائه في الثلاث او الاربع سنوات الاخيرة .
ويشترك
من مجتمع الادارة التعليمية موجهان على الاقل يتوافر لديهما المؤهلات العلمية
والعملية نفسها التي ذكرناها آنفا بالنسبة للمعلم على الاقل وتكون الخبرة والتدريب
في مجال التوجيه الفني للمناهج المراد تطويرها . وحتى يتحقق التنسيق بين المنهج
المراد تطويره ومناهج المواد الاخرى فاننا نقترح ان يشترك موجهو المواد المعنية
الاخرى ولا ينبغي ان يغيب المتعلم عن الفريق القائم بالتطوير بل يجب ان يكون حضوره
مستمرا بالتمثيل وبنتائج الدراسات التي تقدم حاجاته بموضوعية للقائمين بالتطوير .
يضاف الى من سبق ممثلون عن المجتمع فينبغي ان تتواصل المؤسسة التربوية مع المجتمع
وتتفاعل معه اخذ وعطا فتشترك في تحقيق اهدافه وحل مشكلاته واحياء مناسباته كما
يشترك المجتمع اشتراكا فعليا في عملياتها ونشاطاتها بعامة وفي تطوير المناهج خاصة
وتحقيقا لهذه المشاركة بالنسبة لتطوير المناهج ارى ان يسهم مع فريق العمل في تطوير
المناهج ممثل لاولياء الامور ترشحه المؤسسة التربوية ممن يناسب تعليمهم وخبرتهم
مجال المنهج المراد تطويره ويختاره اولياء الامور
يجب
ان يجمع فريق العمل في تطوير المناهج بين ذوي الاختصاص والخبرة العلمية والعملية
في كل مجال المنهج المراد تطويره وفي طرائق تعليمه وفي نمو المتعلم واساليب التعلم
اضافة الى ممثلين عن الاسرة خاصة ومختلف مؤسسات المجتمع الخدمية والانتاجية عامة .
كما نلاحظ ان لكل منهم مهمة محددة نذكر بعضها :
فبالنسبة للمتخصص في المناهج فان مهمته كبيرة
فهو العارف بمفهوم المنهج واسسه ومكوناته وتنظيماته وتطويره وتقويمه وبنائه وهو
الملم بطرائق تعليم المجال المراد تطوير منهجه .
والمتخصص في المجال الدراسي هو الذي يعرف
تسلسله وتطبيقاته والمستحدثات فيه
والمتخصص في التخطيط التربوي هو الاساس في رسم
خطة التطوير مستفيدا من آراء جميع المشاركين فهو عماد العمل لوضع جميع المعلومات
والمتطلبات في منظومة تربوية .
والمتخصص في علم النفس التربوي يحدد التصورات
التي يمكن الاستفادة منها والمعلومات التي يمكن استثمارها من نظريات التعلم
وتطبيقاتها في مختلف الميادين مع توافر خصائص التعلم الجيد
المتخصص في علم النفس النمو فيكون من بين مهامه
مراعاة خصائص النمو الروحي والعقلي والجسمي والوجداني والاجتماعي للمتعلم وكيفية
جعلها اساسا لاختيار وتنظيم خبرات المنهج الدراسي
المتخصص في كل من التربية الاسلامية واللغة
العربية مهامهما ضرورة مستمرة في تطوير مناهج جميع المواد بغض النظر عن مجال
التخصص الذي ينتمي اليه المنهج الدراسي والهدف من اشراكهم هو المساعدة في توجيه
المنهج توجيها اسلاميا وايضا التأكد من سلامة اللغة التي سوف تستخدم في عملية
التطوير
خبراء التطبيق الميداني لهم مهام تتعلق
بالجوانب العملية فكل منهم قد خبر المناهج المراد تطويرها عمليا وعايشها معايشة
جعلته قادرا على تحديد نقاط الضعف التي تعانيها وكون تصورا لعلاجها فالمتعلمون هم
اهم العناصر التي توجه اليهم المناهج المطورة
وممثلو المجتمع لهم مهام مختلفة عن جميع ما سبق
فأولياء الامور هم مصدر مهم للتغذية الراجعة الصادرة من ابنائهم سواء بالنسبة
للمنهج المراد تطويره ام بالنسبة للتجريب المبدئي للمنهج المطور
ممثلو المؤسسات الانتاجية والخدمية فيعبرون عن
متطلبات مؤسساتهم من الخبرة في المنهج المطور .
المشاركون في تطوير المنهج
1.
المشاركون في الميدان السياسي ان سياسة التربية
تهتم بمن هم يستفيدون من المنهج وكيف تحدد هذه الفوائد
2.
المشاركون من المدرسة يسمون وهم :
المعلم : يحتل الدور الرئيسي في اتخاذ القرار
فهو يقرر مفاهيم المنهج
الطلاب : يقول رونالد دول ان التلاميذ هم
مستهلكي التعليم وهذا يعني انه لانستطيع ان نجعل الطلاب خارج ماتم تحقيقه
المدراء : يعتبر
المدراء هم قادة المنهج في المدرسة
3.
مختصو المناهج : وذلك لمعرفتهم الواسعة بطبيعة
المناهج وخبراتهم في هذا المجال
4.
المدير المساعد او المشارك ويعمل كمستشار للجنة
الاستشارية للمناهج ومسؤول عن المعلومات الادارية
5.
مجالس التربية والتعليم وهي الجوانب القانونية
للمدرسة
6.
المواطن العادي وهم اولياء امور الطلاب
المراجع :
1.
تخطيط المناهج المعاصرة
الدكتور عادل ابو العز سلامة
2.
تطوير المناهج الدراسية
الدكتور محمود احمد شوق
3.
المناهج المعاصرة الدكتور
الدمرداش عبدالمجيد سرحان
4.
المنهج المدرسي المعاصر جودت
احمد سعادة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق