ترحيب

اهلا وسهلا بمن يتابع هذه المدونة المتواضعة امل ان يتم الاستفادة منها باي شكل من الاشكال فكل ما اقدمه هنا من مصادر ومراجع موثوقة مثل كتب والرسائل الجامعية والبحوث وايضا لخدمة العلم والباحثين وخاصة اخواننا المبتعثين . امل ان تحوز على رضاكم واستحسانكم

ترحيب

اهلا وسهلا بمن يتابع هذه المدونة المتواضعة امل ان يتم الاستفادة منها باي شكل من الاشكال فكل ما اقدمه هنا من مصادر ومراجع موثوقة مثل كتب والرسائل الجامعية والبحوث وايضا لخدمة العلم والباحثين وخاصة اخواننا المبتعثين . امل ان تحوز على رضاكم واستحسانكم

الاثنين، 19 ديسمبر 2011

المبادئ الاساسية التربوية المتفق عليها من قبل علماء الفلسفة في الواقعية


المبادئ الاساسية التربوية المتفق عليها من قبل علماء الفلسفة في الواقعية
كان للفلسفة الواقعية تاثير كبير على ثقافة العالم ونظمها التربوية بعد عصر النهضة الاوروبية ولكن تاثيرها على ثقافتنا ونظمنا التربوية بدا واضحا في مطلع القرن العشرين كما كان لها تاثير عميق على الصناعة والانتاج فظهرت الدراسات العلمية التحليلية للمهن بهدف تحديد الطرق الاصلح لمزاولة الاعمال واصبحت المدرسة تهتم بتهيئة الجيل الصاعد للعمل المستقبلي الملائم له .
وعلى الرغم من وجود تفسيرات وأراء مختلفة واحيانا متضاربة للفلاسفة الواقعيين الا ان هناك جملة من المبادئ الاساسية المتفق عليها من قبل جميع فلاسفتها وهي :
أ – ترى هذه الفلسفة أن معرفة الاشياء هي نسخة طبق الاصل وصورة صحيحة في عقولنا لما هو خارج عنها وان الاشياء في الواقع مطابقة لمظاهرها التي ندركها عن طريق القوى المدركة فالعالم الخارجي هو حقيقة ماندركه ووجوده مستقل عن ادراكنا وادراكنا لمظاهر الاشياء كما هي في الواقع هو المعرفة والعلم بها .
ب – ان عالم الواقع (العالم الفيزيقي) يشتمل على جميع الحقائق ومصادرها وهو عالم مستقر وثابت ونستطيع عن طريق التحليل العلمي اكتشاف الحقائق .
ج ــ بما ان العالم له وجود مستقل عن الانسان ومحكوم بقوانين ليس للانسان عليها الا سيطرة ضئيله محدودة لذلك فان دور المدرسة يتمثل في القيام بنقل اللب الجوهري للمادة الدراسية لتعريف التلاميذ بالعالم من حولهم .
د ــ ترفض الواقعية النظرة الثنائية للانسان كالمثالية وتعتبره كسائر الموجودات الاخرى يمكن فهمه ومعرفته عن طريق دراسة ومعرفه مكوناته .
هـ - توجد الاشياء مستقلة عن الادراك فمانراه ونتذوقه ونلمسه ونسمعه ونشمه ليس انطباعات بل هي الاشياء ذاتها والعقل يتلقى المعلومات من العالم بدلا من خلق عالمه الخاص او اعادة خلقه كما في المثالية فم يعد العقل يملي اوامره على الواقع بل الواقع هو الذي يملي اوامره
و – ترى الفلسفة الواقعية ان المجتمعات البشرية تسيرها قوانين موضوعيه طبيعية وهي عامة وشاملة لاتتغير حسب المكان والزمان وكلما اطاع الانسان هذه القوانين وفهمها كان سير المجتمع حسنا وطبيعيا .
ز – ترى الفلسفة الواقعية ان مصدر القيم في العقل وهي ثابتة وتحتل القيم العقلية والتجريبية الحسية درجة عالية في سلم القيم لانها تساعد على التوافق مع الواقع الموضوعي وقوانين الطبيعة وقواعد المنطق.
ح – تؤمن هذه الفلسفة بان التربية يجب ان تهدف إلى اعداد الفرد لتقبل خطه في هذه الدنيا من خلال مساعدته على التكيف مع بيئته لا ليشكلها او يؤثر فيها لذلك عليه ان يفهم العالم الذي يعيش فيه .        

الميتافيزيقا الواقعية والتربية
يتفق الواقعيون على ان المادة هي الواقع الاقصى فالاشجار والبحار والمدن والارض وما فيها كلها ليست الا مجرد افكار في عقول الناس الذين يشاهدونها وليس في العقل المطلق (حسب الميتافيزيقا المثالية ) بل هي موجودة في ذاتها وبذاتها ومستقله عن العقل الذي يتصورها الا ان هناك خلافا بين فلاسفتها في نواح عديدة وهكذا يمكن تقسيمهم إلى مدارس واتجاهات فرعية ومنها :
1 . الواقعية الكلاسيكية  "الواقعية الدينية ":
ترى ان العالم المادي واقعي وموجود خارج عقول الذين يلاحظونه منطلقين من مبدا ارسطو اما التوماويون من اتباع الاكويني فيقولون ان الله خلق المادة والروح معا فانشأ كونا منظما ومعقولا بحكمته وهذا دليل على واقعيته وكل شيء يخلقه الله فهو واقعي وحقيقي وعلى الرغم من ان الروح ليست اكثر واقعية من المادة لكنها اهم منها.
2 . الواقعية الطبيعية والعلمية :
جاءت هذه الواقعية الفلسفية نتيجة نهضة العلم في اوروبا في القرن الخامس والسادس عشر وماتلا ذلك من تقدم في الصناعة والتكنولوجيا ومن انصارها فرانسيس بيكون وجون لوك ودافيد هوم وجون ستوارت مل وبرتداند رسل . وتعتمد على الشك والتجربة وتعطي دورا للعلم اكثر من الفلسفة في استقصاء خصائص العالم وتؤمن بالتفسير المستمر الذي يحدث وفقا لقوانين الطبيعة الدائمة .
3 . الواقعية النقدية :
ظهرت في امريكا في القرن العشرين وجاءت كمحاولة لتطوير بعض افكار الواقعية الجديدة في نظرية المعرفة وتؤكد على خصوصية الوعي النوعي وترى ان العملية المعرفية معقده لها ثلاث حلقات متوسطة تتالف من عناصر ثلاثة الذات والموضوع والمعطيات "الماهيات "
ويمثل الواقعية النقدية ثلاثة تيارات هي :
    1 . الواقعية النقدية التقليدية : اعتمدت على العلوم الطبيعية بعد اخضاعها للنقد
   2 . الواقعية النقدية الجديدة : رفضت التسليم بمنطلقات الواقعية النقدية التقليدية بوجود وسط   بين الشئ المدرك والذات العارفة فركزت على وصف الظواهر والوقائع وتحليلها
   3 . الواقعية النقدية المعاصرة : جاءت كتعبير عن نظرية المعرفة الجديدة التي تعتبر ان الحركة هي قوتها الدافعة لذلك يقف هذا الاتجاه عند وضع معين فهو ينمو من خلال تطور الفكر وتقدمه لانه يهتم بالعلم .
4 . الواقعية الوجدانية :
  يعتبر هذا الاتجاه ان المعرفة الفلسفية تمنح موضوعات الادراك قيمة انسانية نابعة من الوجدان الانساني الذي يحول التجارب العلمية المنطقية من وضعها المطلق إلى وضعها الانساني تدريجيا .
5 . الواقعية التحليلية :
لقد اثر تقدم العلوم والتكنولوجيا تاثيرا عميقا على مختلف التيارات الفكرية والفلسفية المعاصرة في مجال المعرفة والكشوفات وخاصة في مجال الذرة ورد كل شيء مادي إلى جزيئات صغيرة مما جعل الطابع العام للفكر والعلم هو الطابع التحليلي الواقعي انسجاما مع روح العصر فالفلسفة الحقة اذا هي التي تعبر عن عصرها الذي نشأت فيه وتسايره وتعمل على تطويره للامام مما ادى إلى تعدد الاتجاهات الفلسفية المعاصرة في مجال التحليل الواقعي ومن ابرز ممثليه برتراندرسل صاحب الفلسفة التحليلية او الرياضية
6 . الواقعية الجديدة غير النقدية :
تؤمن بوحدة تطابق الموضوعي والذاتي الواقعي والذهني في عملية المعرفة اما معنى هذه الوحدة فيتحدد بكيفية فهم التجربة وعناصرها . ان اغلب هذه التيارات حبذت عدم استخدام الطرق التقريرية عند تعليم القيم وانما بواسطة طريقة التحليل النقدي.

وعلى الرغم من ان جميع الواقعيين يتفقون على ان القيم موضوعية ودائمة الا انهم يختلفون في تبريراتهم . فالواقعية الكلاسيكية مثلا تتفق مع ارسطو على ان هناك قانونا خلقيا شاملا متاحا للعقل وملزما لجميع الناس باعتبارهم كائنات عاقلة في حين نجد ان الواقعية التومية ترى ان الناس يمكن ان يميزوا هذا القانون الخلقي باستخدام العقل الذي ارسيت قواعده من قبل الله . اما الواقعية العلمية فتنكر وجود قانون للقيم فوق البشر
ويتفق الواقعيون في مجال التربية على ان أي نظام تربوي يجب ان يتكيف مع قيم محددة تحديداً جيداً .              

وفيما يتعلق بالنظرة إلى الانسان فالواقعيون يختلفون بعض الشيء ففي حين يرى التيار الواقعي الديني انه كائن روحي يؤكد الكلاسيكيون على الصفة العقلانية للانسان وهي اعلى صفة انسانية ولايؤيدون وجهة النظر التي ترى انه خلق بقدره الهية (التوميون) وترى الواقعية العلمية انه كائن بيولوجي له جهاز عصبي متطور جدا واستعداد اجتماعي طبيعي فانشطته المختلفة ماهي الا عمليات جسمية معقدة عجز العلم عن شرحها بدرجة مقبولة وينكرون حرية الارادة فالانسان يعتقد انه يختار لكنه في الواقع لايفعل شيئاً فهو محكوم بتنشئته الاجتماعية اكثر من الاصل الفطري الموروث .   



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق