ترحيب

اهلا وسهلا بمن يتابع هذه المدونة المتواضعة امل ان يتم الاستفادة منها باي شكل من الاشكال فكل ما اقدمه هنا من مصادر ومراجع موثوقة مثل كتب والرسائل الجامعية والبحوث وايضا لخدمة العلم والباحثين وخاصة اخواننا المبتعثين . امل ان تحوز على رضاكم واستحسانكم

ترحيب

اهلا وسهلا بمن يتابع هذه المدونة المتواضعة امل ان يتم الاستفادة منها باي شكل من الاشكال فكل ما اقدمه هنا من مصادر ومراجع موثوقة مثل كتب والرسائل الجامعية والبحوث وايضا لخدمة العلم والباحثين وخاصة اخواننا المبتعثين . امل ان تحوز على رضاكم واستحسانكم

الأحد، 18 ديسمبر 2011

الاسس التربوية



 

 ماهية الأسس
تهتم الأسس بمناقشة الظاهرة التربوية من جميع الجوانب للوصول إلى حقائقها، الدينية، العلمية، العملية، الفلسفية، الاجتماعية، النفسية، الاقتصادية، والتاريخية الخ...وليست كما يدركها الأفراد من خلال خبرتهم الذاتية، التي تتأثر بخلفيتهم واتجاهاتهم حول تقييم المحسوسات،
أما البحث في الأصول فإنه يبدأ بأخذ النتائج التي توصل إليها العلماء كلٌ في حقله سواء في علم النفس أو في علم الاجتماع مما سبق يتضح أن من أدوات باحث الأصول هي النتائج التي توصل إليها العلماء في حقول العلوم المختلفة الطبيعية والإنسانية. وترتكز الأصول أثناء البحث على تطبيق الجوانب الفلسفية للفكرة التربوية وقد تناقش جانب أو أكثر حسب أهداف البحث، والجوانب التي تبحث الأسس فيها هي:
الأسس الإسلامية وتعود للقرآن والسنة.
الأسس الدينية وتعود إلى الديانات في مختلف المجتمعات.
الأسس النفسية وتعود إلى علم النفس.
الأسس الاجتماعية وتعود إلى علم الاجتماع.
الأسس الميتافيزيقية "ما فوق الطبيعة" وتعود إلى علم المجردات.
الأسس المعرفية وتعود إلى نظرية المعرفة.
الأسس المنطقية وتعود إلى علم المنطق.
الأسس الجمالية وتعود إلى علم الجمال.
الأسس الأخلاقية وتعود إلى علم الأخلاق.
العلم الذي يتضمن تلك الأسس يسمى علم الفلسفة، وقد وجد التربويون أن الأسس السابقة تناقش الظاهرة من جميع الجوانب. والمتأمل لدراسات علماء المسلمون يجد أن معظمهم تخصص في جانب من جوانب المعرفة، فالصوفية خاضوا في علوم معينة لها علاقة بجانب التصوف، أما المتكلمون فقد اهتموا بالعلوم الشرعية، واستخدموا علم المنطق والفلسفة، وصب الفقهاء جل اهتمامهم على العلوم الشرعية واللغوية.
أما فلاسفة المسلمون فقد ناقشوا جميع العلوم ولم يقتصر تركيزهم على الفلسفة بل تضمن الطب، وعلم الحيوان، والجغرافيا، والفلك، والرحلات، والنجوم والفيزياء، والحساب، والهندسة، والجبر ...الخ.
    إذاً ما هي الفلسفة؟  وكيف استخدمها المسلمون؟  أو كيف تستخدم لتوافق الكتاب والسنة؟.
ثانياً-  مفهوم  الفلسفة: استخدم مصطلح "الفلسفة" استخدامات   غير علمية منها:
-       الفلسفة محبة الحكمة وحيث يوجد فلاسفة حكماء، وبعض الحكماء غير فلاسفة.
-      
 وعرف ويتجنستين الفلسفة بأنها التحليل، ويعتبر التحليل جزء من الفلسفة وليست كل الفلسفة تحليلاً.
-       وذهب هيرست إلى أن الفلسفة هي ما تجاوز الفكر العادي، وفي الحقيقة فالفلسفة تهتم بالفكر العادي وغير العادي.
-       والطريقة الأكثر وضوحاً لتعريف الفلسفة هي معرفة الأنشطة التي تقوم بها الفلسفة والتي تتجسد في الإجابة على الأسئلة التالية: ماذا تعني بما تقول؟  كيف يمكنك التأكد مما تقول؟
فالفلسفة إذاً تهتم بمناقشة الفكرة التربوية والتأكد من مصداقيتها من خلال عرض الشواهد التي تؤكد حقيقتها، أو بمعنى آخر الفلسفة هي البحث عن الحقيقة ليس من جانب واحد بل من جميع الجوانب دون إغفال أي جانب من مجالات الفكرة المراد بحثها،
ثالثاً- مجالات الفلسفة: مجالات الفلسفة هي العلوم التي تتناولها الفلسفة وهي:
1-علم ما وراء الطبيعة ( الميتافيزيقيا):
يعود مصطلح ميتافيزيقيا إلى كتابات أر سطو التي كتبها بعد كتب الطبيعة والتي تحتوي على موضوعات أكثر تجريداً ولا يمكن إدراكها عن طريق الحواس. والميتافيزيقيا علم يناقش الغيبيات عن طريق العقل، وكل الضلالات الموجودة الآن ما هي إلا ثمرات هذا العلم، وقد كفي الله المسلمون الضلالات بأن وضح لهم ما ارتضاه من الغيبيات في القرآن والسنة.
فوضح سبحانه وتعالى: الموت، والحساب، والجنة، والنار، وطبيعة الإنسان...الخ. وعند الرجوع إلى الأساس الميتافيزيقي ينبغي على المسلم أن يعود إلى القرآن والسنة وليس إلى نظريات الضلال، فهناك نظريات متعددة حول خلق الإنسان منها: نظرية شارلز داروين الذي زعم أن أصل الإنسان حيوان من ذوات السلسلة الفقرية "قرداً" . وفي قول الحق جل وعلا حقيقة الإنسان قال تعالى: "وإذ قال ربك للملائكة أني خالق بشر من صلصال من حما مسنون، فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين"
2- علم المنطق:
علم المنطق هو دراسة طرق التفكير ومن أدواته: الملاحظة، الاستدلال المنطقي- من الكل إلى الجزء، الاستقراء- من الجزء إلى الكل، الفرضيات، التجربة، والتحليل...الخ.
والفكرة في طبيعتها تحوي مقدمات ونتائج، فاستنباط النتيجة من المقدمات يعرف بالاستدلال، واستنباط المقدمات من النتيجة يعرف بالاستقراء، ويعتبر الفيلسوف الإغريقي أرسطو أول من أنشأ علم المنطق في شكل قواعد عقلية تستخدم في مجال الجدال والمناظرة، وقد نقل المسلمون علم المنطق إلى اللغة العربية في العهد العباسي أوجد الله سبحانه وتعالى سنن ثابتة في الكون والإنسان والحياة، ولكن هذا الثبات ليس مطلق، فإرادة الله تغير تلك السنن، فالشمس تشرق من المشرق والله قادر على أن يجعلها تشرق من المغرب. وبالمنطق إذا وضع الإنسان في النار حرق ومات، ولكن سيدنا إبراهيم عليه السلام لم يتأثر بالنار لأن الله أمرها أن تكون برداً وسالماً على إبراهيم. فاستخدام المنطق في الإسلام يجب أن يكون متوافق مع مشيئة الله، فلا نحكم على الأشياء من مقدماتها أو من ظواهرها حكم نزكي فيه الظاهرة على الله، لأن الظواهر في طبيعتها ربما تختلف عن بواطن الأشياء، فالإنسان يحكم بالظاهر الذي ربما يكون صح أو خطأ والله أعلم بما تكنه الصدور.

3- علم الأخلاق:
هو علم دراسة افضل السلوك الإنساني وفقاً للمبادئ العامة لمجتمع ما. وقد أعتبر علماء الأخلاق الغربيون أن سقراط أول من ناقش الفضيلة والرذيلة، بل ويعتبرونه مؤسس علم الأخلاق، لأنه أوجد مبادئ خلقية عامة حينما أحس بتدهور الأخلاق في عهده، وانتهى إلى أن الفضيلة وليدة المعرفة،
والتربية الأخلاقية الإسلامية هي التربية الحقيقية التي يجب أن يرجع إليها المسلم أو التربوي عندما يتعرضا لمسائل أخلاقية. وقد صاغ القرآن الكريم والسنة المطهرة الأخلاق بما يتفق وطبيعة الإنسان المادية والروحية ووضحا قواعد التعامل الأخلاقي بين الإنسان وخالقه ثم بين الإنسان وأخيه وعلاقته بالمجتمع وكان رسول الله النموذج الفريد في تطبيق الأخلاق وقد وصفه سبحانه وتعالى بقوله: "وإنك لعلى خلق عظيم" ويقول رسول الله عليه السلام: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
رابعاً- الحاجة لاستخدام مناهج الفلاسفة في الفكر التربوي:
الحاجة هي أنه لا يوجد في الواقع العلمي منهج متكامل بأسسه ونظرياته وطرق بحثه مثل علم الفلسفة، وإن كان بعض الفلسفة ضالون، وإن كانت الفلسفة أيضاً من العلوم التي لا ينبغي التعمق فيها لأنها تناقش الجوانب العقلية التي ربما يكون حقيقة وربما تكون وهمـ وتنكر الوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو الحقيقة المطلقة التي لا مراء فيها لأنه كلام الله، وحيث أن الحكمة ضالة المؤمن أن وجدها، لذا لا يوجد ما يمنعنا من الأخذ بالمناهج الفلسفية لمناقشة الظواهر التربوية والدينية ليس من وجهة نظر الفلسفة بل من وجهة التصور الإسلامي الذي يعترف بأن الحي تكملة للعقل.
فعلى الباحث الحقيقي  أن يعرف أن معنى الفلسفة في الإسلام يختلف اختلافاً جذرياً عن المعنى الإغريقي، وأن يأخذ هذا التعريف الإسلامي للفلسفة هي مناقشة أي ظاهرة مادية أو روحية مناقشة ربانية تعود في أصلها إلى القرآن والسنة ثم إلى ما توصل إليه العقل البشري من معرفة على أن لا يكون هناك تعارض بينهما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق