ترحيب

اهلا وسهلا بمن يتابع هذه المدونة المتواضعة امل ان يتم الاستفادة منها باي شكل من الاشكال فكل ما اقدمه هنا من مصادر ومراجع موثوقة مثل كتب والرسائل الجامعية والبحوث وايضا لخدمة العلم والباحثين وخاصة اخواننا المبتعثين . امل ان تحوز على رضاكم واستحسانكم

ترحيب

اهلا وسهلا بمن يتابع هذه المدونة المتواضعة امل ان يتم الاستفادة منها باي شكل من الاشكال فكل ما اقدمه هنا من مصادر ومراجع موثوقة مثل كتب والرسائل الجامعية والبحوث وايضا لخدمة العلم والباحثين وخاصة اخواننا المبتعثين . امل ان تحوز على رضاكم واستحسانكم

الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

الفلسفة المثالية والمنهج


الفلسفة مصطلح يوناني الأصل مكون من كلمتين : phiLo بمعنى الحب ، sophy بمعنى الحكمة ، فالفلسفة إذن هي حب الحكمة ، وبالرغم من جاذبية هذا المفهوم للوهلة الأولى ، إلا إن الفلاسفة والمفكرين قد اختلفوا وتناقضوا في ماذا تعني محبة الحكمة ؟ وما زال هذا التناقض والاختلاف قائما منذ أن نشأ هذا المصطلح إلى يومنا هذا ، والبعض يرى أنها علم دراسة السلوك الإنساني في علاقته بالكون من حوله ، وثالث يرى أنها مفهوم جامع بما فيه من جماد وحيوان ونبات ، ولكل فلسفة ظهرت للكون والإنسان والحياة . ( الطويل 1967 م) .

" وتسعى الفلسفة إلى فهم طبيعة الأشياء ودراسة طرق التفكير والأدوات التي يستخدمها في المعرفة ، والسعي لدراسة مشكلة السلوك الإنساني ومعالجة القيم " ( مرسي 1982م ) .

وأما فلسفة التربية فهي " الجانب التطبيقي للفلسفة العامة في ميدان التربية " ، ومن وجهة النظر هذه يصبح من وظائف الفيلسوف التربوي تطبيق مبادئ الفلسفة المثالية أو الواقعية أو البراجماتية وما إلى ذلك على التربية ، ولذا فإن من ينظر في أسماء فلسفة التربية يجد أنها ذات المدارس الفكرية التي يتحدث عنها الفلاسفة ، فهنالك فلسفة مثالية عامة ، وهنالك أيضا فلسفة مثالية في التربية . ( عبد الله 1986م) .

وهناك فلسفات أخرى ظهرت في العصور القديمة والحديثة ومنها ( الفلسفة المثالية ) وفي هذا البحث سوف نتناول موضوع الفلسفة المثالية بإذن الله تعالى .

حيث تعد الفلسفة المثالية من أقدم الفلسفات في الثقافة الغربية ، وقد ولدت على يد أفلاطون قبل الميلاد وشاعت في القرنين الخامس والسادس عشر .






الفلسفة المثالية :
يعد سقراط أول من بحث في الفلسفة المثالية ، إلا أن هذه الفلسفة المثالية تقترن باسم أفلاطون ، لأنه هو الذي دونها ورتبها بشكل مفصل .
ومن أهم مبادئها :
• جميع الأشياء الحقيقية تأتي من العقل .
• الإنسان يترجم ويحلل كل شيء بواسطة العقل .
• الإنسان أهم من الطبيعة .
• العقل يعد القوة الرئيسية التي تساعد الفرد لكشف أسرار الكون .
• الإنسان لديه الحرية في الاختيار بين الخطأ والصواب .
• وجود الإنسان في هذه الحياة يرتكز تماما على العقل .
• القيم الخلقية ثابتة لا تتغير . ( الحياري
1993م ) .
-  اسمها مشتقٌ من المثال ويعني في الإغريقية الصورة أو الفكرة .
 - تركز الفلسفة المثالية على دراسة الأهداف الأخلاقية السامية .
 - تقوم على تمجيد العقل والروح معاً ، وتقلل من دور المادة .
-  تؤمن بأن العالم الذي نعيش فيه عالم فانٍ ، ويقابله عالمٌ مثالي لا وجود له على الأرض .
 - تؤمن بوجود قيم ثابتة لا تتغير ، ولا يجوز الشك في صحتها .
-  الحقيقة النهائية في نظر المثاليين هي الحقيقة المطلقة وتكتشف عن طريق العقل الذي يعتبر مصدراً للمعرفة
 - حياة التفكير والتأمل عندهم هي المثل الأعلى للحياة الإنسانية .
 - ترى أن المجتمع يتكون من طبقتين هما : المفكرون والعمال .
 - تنظر الفلسفة المثالية إلى التربية على أنها إعداد للحياة ، وهذا يميزها عن الفلسفة البراجماتية التي ترى أن التربية هي الحياة ذاتها .
 - المادة الدراسية في رأي المثاليين تمثل محور العملية التربوية ، وترى أن الهدف من طرق التدريس هو ملء أدمغة التلاميذ بالحقائق المطلقة .

الفلسفة المثالية والمنهج
نظرة المثالية إلى المنهج فترى أن المنهج يجب أن يشمل المواد الدراسية الأساسية التي تساعد الفرد على النمو العقلي والخلقي ، كما يجب أن يشمل كل خبرة البشرية نظرا لأهميتها ، كما يجب أن يشمل على العلوم والآداب والدراسات الإنسانية التي تساعد الإنسان على فهم ومعرفة الجنس البشري كما تساعده على فهم بيئته التي يعيش فيها  كما يجب أن يعكس المنهج الدراسي المعرفة والحقيقة وتوسيع فهم الطفل للكون والإنسان نفسه ، كما يجب الاهتمام ، بتدريس مواد معينة كالتاريخ والفلسفة ، والفنون الجميلة ، والدين ، وهي العلوم الإنسانية ، إذ إن دراسة الفن والآداب تنمي الموهبة الحدسية عند الطالب وتنظيما . ( مرسي ، مرجع سابق ، 1982م )

والتعليم في المثالية عملية مطابقة الوجود في عالم الواقع لما هو موجود في العالم المثالي ، عالم الحقيقة والخير ، وبناء على هذه النظرة فالتعلم ليس ابتكارا وإبداعا ، ولكنه تحقيق الفكرة المطلقة بالنسبة للحقيقة والخير والمثل التي وضعت سلفا ، وقيمة الأفكار في ذاتها حيث أنها تصور الواقع الممثل للحقائق اللانهائية ، ومن أجل ذلك فالأفكار جديرة بالتعلم وهي تستحق أن يكون تعلمها هدفا في حد ذاته " . ( مدكور ، 1997م) .

ويهتم المنهج المثالي بتدريب العقل على التفرقة بين الغثن والسمين ، والوضيع في جميع المجالات التعليمية كما ينبغي تعويد المتعلم على رؤية الجمال ، وتذوق القيم في كل الموضوعات المنهج ، كما ينبغي تعويده على الاتصال بذوي الأخلاق الكريمة حتى تستهويه الأخلاق الفاضلة والخصال الحسنة .

” ويهتم المثاليون بالرياضة البدنية ، لا من أجل الجسم ، فهم لا يهتمون بالمادة ، و إنما من أجل العقل ، فالعقل السليم في الجسم السليم ، فخدمة العقل ورعايته والعناية به لا تكتمل إلا إذا نال الجسم حظا من الرعاية والعناية التي تجعله خليقا بخدمة العقل وازدهاره ، وانطلاقه إلى عالم المثل العلوي " . ( مدكور ، مرجع سابق ، 1997) .

" إن الفلسفة المثالية تدعو إلى تنظيم المنهج الدراسي تنظيما كاملا بهدف استيعاب خبرة الجنس البشري كله وتقديمها للطالب ، وهي بذلك تخص الطالب أن يصبح خلاقا مبدعا ، وتركز مناهج الفلسفة المثالية على ضرورة تطوير شخصية الطفل ونموه " . ( فرحان ، مرجع سابق ، 1989 م) .

نخلص إلى القول بأن المنهج في المثالية يركز على مواد الرياضيات والتاريخ ، والأدب ، والعلوم الإنسانية ، وتسعى لتحقيق الأهداف التربوية عن طريق المحتوى المعد بصورة جيدة ، ويصمم المنهاج لتحقيق الإبداع وزيادة النمو الفكري ، والأمور الجيدة وتحقيق الفرد الحكيم المفكر نظريا والنموذجي في سلوكه وخلقه ، الفرد القدوة أو الصفوة ، وتركز خبرات وأنشطة المنهاج كونها نظرية في معظمها على تسميع وتكرار وتقليد ما يقوله أو يقوم به المعلم كما أنها جماعية موحدة لا تختلف من واحد لآخر من التلاميذ .

وقد نتج عن هذه النظرة المثالية للمنهاج الانعكاسات التالية في العملية التربوية :

1- وجهت الأهداف التربوية إلى المحافظة على التراث في المقام الأول ، وليس إنماء شخصية الطالب بصورة شاملة
2- طرحت مفاهيم متناقضة عن الإنسان ، فاحترمت المعرفة التي تتصل بالعقل أكثر مما يجب ، وأهملت المعارف التي تتصل بمكونات الإنسان الأخرى
3- أكدت اتجاهات التلقين وحشو العقل بالمعلومات الكثيرة دون أي سند يثبت ارتباط ذلك بالهدف .
4- عززت روح السلبية في الطلاب وحددت أدواتهم في استقبال المعلومات والعمل على خزنها في الذاكرة ، الأمر الذي أبرز الاتجاهات التركيز على الحفظ في التعليم وعمليات التقويم .
5- عزلت المناهج التربوية عن الاهتمام بحاجات الطلاب وحاجات البيئة المحيطة ، وركزت على الماضي فأخفقت في مفهوم أن تكون الخبرات التعليمية ذات معنى للمتعلم ، وذات وظيفة للحياة اليومية .
6- كانت سببا في إضعاف الكفايات الداخلية ( الظروف المؤثرة ) ، و الكفابات الخارجية (مدى تحقيق الأهداف ) للمناهج التربوية بفضل ما كانت تحدثه من إهدار تربوي لعدم التوازن بين حاجات الطلاب
والخبرة التعليمية ، من ناحية ، ولعدم الملاءمة بين كفايات الخرجين والحاجات الحقيقية لسوق العمل من ناحية أخرى .
7- أعطت للمعلم الدور الرئيسي في عملية تعلم الطلاب حتى أصبح محور العملية التعليمية والمصدر الرئيسي لعملية التعلم ، الأمر الذي جعل الطلاب سلبيين لا يشاركون في عملية تعليمهم .
8- جعلت الامتحانات وعمليات التقويم في المدارس ، تركز على الحفظ والاستظهار ، والتذكير ، وليس على إنماء شخصيات الطلاب وقدراتهم .
9- أجازت مفهوم العقاب البدني دافعا للتعلم ، وقد ترتب على هذا المفهوم التي ما زالت التربية تعاني من آثاره حتى الوقت الحاضر ، ونتج عنه مشكلات نفسية وجسمية وعقلية ووجدانية وغير ذلك من سلبيات وصعوبات تعمل على التقليل من أثر التعلم عند الطلاب .

هذا البحث من اعداد الزميل : عبدالله الشمري
المراجع :

-        الفلسفة المثالية قراءة جديدة لنشأتها وتطورها وغايتها ، يوسف حامد الشين
-        فلسفة العصور الوسطى ، د. عبدالرحمن بدوي
-        علاقة الفلسفة المثالية بالدين ، رابط : www.aouniat.com
            فلسفة مثالية ، المعرفة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق